الأحد الرابع عشر من زمن العنصرة: مرتا ومريم
إنجيل القدّيس لوقا 42-38:10
فيمَا (كَانَ يَسوعُ وتلاميذهُ) سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا.
وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ.
أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!».
فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين!
إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».
عظمة دعوتنا، 8
«مَرتا، مَرتا، إِنَّكِ في هَمٍّ وَٱرتِباكٍ بِأُمورٍ كَثيرَة، مَع أَنَّ ٱلحاجَةَ إِلى أَمرٍ واحِد»
يجب أن ندرك أنّ الله هو في المكان الأكثر حميميّة فينا وعلينا أن نَصِلَ إلى كلّ شيء معه؛ عندئذٍ لا نكون تافهين، حتى من خلال القيام بالأعمال الأكثر اعتياديّة، لأنّنا لا نعيش في هذه الأشياء، بل نتجاوزها! إنّ النّفس السماويّة لا تتعامل أبدًا مع الأسباب الثانويّة، بل مع الله فقط.
آه! كم هي مبسَّطة حياتها، كم هي تقترب من حياة الأنفس المباركة، كم هي محرَّرة من ذاتها ومن كلّ الأشياء! كلّ شيء بالنسبة لها يلخّص في واحد، وهذا "الأمر الوحيد الضروريّ" الذي تحدّث عنه الرّب مع مرتا. لذلك فهي عظيمة حقًّا، حرّة حقًّا، لأنّها "حبست إرادتها في إرادة الله".
#شربل سكران بألله