قالَ الربُّ يَسوع: «مَتَى جَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ في مَجْدِهِ، وجَمِيعُ المَلائِكَةِ مَعَهُ، يَجْلِسُ على عَرْشِ مَجْدِهِ.
وتُجْمَعُ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأُمَم، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُم مِنْ بَعْض، كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الخِرَافَ مِنَ الجِدَاء.
ويُقِيمُ الخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالجِدَاءَ عَنْ شِمَالِهِ.
حِينَئِذٍ يَقُولُ المَلِكُ لِلَّذينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوا، يَا مُبَارَكي أَبي، رِثُوا المَلَكُوتَ المُعَدَّ لَكُم مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم؛
لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي، وكُنْتُ غَريبًا فَآوَيْتُمُوني،
وعُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُوني، ومَريضًا فَزُرْتُمُونِي، ومَحْبُوسًا فَأَتَيْتُم إِليّ.
حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ الأَبْرَارُ قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاك، أَو عَطْشَانَ فَسَقَيْنَاك؟
ومَتَى رَأَيْنَاكَ غَريبًا فَآوَيْنَاك، أَو عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاك؟
ومَتَى رَأَيْنَاكَ مَريضًا أَو مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْك؟
فَيُجِيبُ المَلِكُ ويَقُولُ لَهُم: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا عَمِلْتُمُوهُ لأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاءِ الصِّغَار، فَلِي عَمِلْتُمُوه!
ثُمَّ يَقُولُ لِلَّذينَ عَنْ شِمَالِهِ: إِذْهَبُوا عَنِّي، يَا مَلاعِين، إِلى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ المُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وجُنُودِهِ؛
لأَنِّي جُعْتُ فَمَا أَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَمَا سَقَيْتُمُوني،
وكُنْتُ غَريبًا فَمَا آوَيْتُمُونِي، وعُرْيَانًا فَمَا كَسَوْتُمُونِي، ومَرِيضًا ومَحْبُوسًا فَمَا زُرْتُمُونِي!
حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ هؤُلاءِ أَيْضًا قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جاَئِعًا أَوْ عَطْشَانَ أَوْ غَرِيبًا أَو مَريضًا أَو مَحْبُوسًا ومَا خَدَمْنَاك؟
حِينَئِذٍ يُجِيبُهُم قِائِلاً: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا لَمْ تَعْمَلُوهُ لأَحَدِ هؤُلاءِ الصِّغَار، فلِي لَمْ تَعْمَلُوه.
ويَذْهَبُ هؤُلاءِ إِلى العَذَابِ الأَبَدِيّ، والأَبْرَارُ إِلى الحَيَاةِ الأَبَدِيَّة».
العظة 14 عن محبّة الفقراء
هل تظنّ أنّ المحبّة ليست إلزاميّة، بل حرّة؟ وأنّها ليست شريعة، بل مجرّد نصيحة؟ أنا أيضًا أريد ذلك وأفكّر فيه بطيبة خاطر. لكنّ جانب الله الأيسر يُخيفني، هناك حيث وضع الجداء لكي يوجّه إليها التوبيخ، ليس لأنّها سرقَت ونهبَت وزنَت أو ارتكبَت مخالفات أخرى من هذا النوع، بل لأنّها لم تشرّف الرّب يسوع المسيح في شخص فقرائه. أن أردتم أن تصدّقوني، أنتم خدّام المسيح وإخوته وورثته، ما دام الوقت لم يفُت بعد، هيا بنا نزور الرّب يسوع المسيح، ونَخدمه، ونُطعمه، ونُلْبِسه، ونُرحّب به، ونكرّمه، ليس فقط من خلال تقديم وجبة طعام له، كما فعل البعض، أو زجاجة عطر على مثال مريم المجدليّة، أو قبر على مثال يوسف الرّامي، أو مراسم جنائزيّة على مثال نيقوديمس، أو ذهب وبخور ومرّ على مثال المجوس. "إِنَّما أُريدُ الرَّحمَةَ لا الذَّبيحَة" (مت 9: 13). هذا ما أراده ربّ الكون، كما فضّل الشفقة على ألوف الحملان المسمّنة. هيا بنا نقدّم له الرحمة على يد البؤساء؛ وفي يوم مغادرتنا لهذا العالم، سيقبلوننا "في المَساكِنِ الأَبَدِيَّة" (لو 16: 9)، في المسيح نفسه، ربّنا الذي له المجد إلى الأبد.
#شربل سكران بالله