الأحد الرابع بعد عيد الصليب: مثل العبد الأمين الحكيم
قالَ الربُّ يَسوع: «مَنْ هُوَ العَبْدُ الأَمِينُ الحَكِيْمُ الَّذي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلى أَهْلِ بَيتِهِ، لِيُعْطِيَهُمُ الطَّعَامَ في حِينِهِ؟
طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي يَجِيءُ سَيِّدُهُ فَيَجِدُهُ فَاعِلاً هكَذَا!
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيْمُهُ عَلى جَمِيعِ مُمْتَلَكَاتِهِ.
ولكِنْ إِنْ قَالَ ذلِكَ العَبْدُ الشِّرِّيرُ في قَلْبِهِ: سَيَتَأَخَّرُ سَيِّدِي!
وبَدَأَ يَضْرِبُ رِفَاقَهُ، ويَأْكُلُ ويَشْرَبُ مَعَ السِّكِّيرِين،
يَجِيءُ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ في يَومٍ لا يَنْتَظِرُهُ، وفي سَاعَةٍ لا يَعْرِفُهَا،
فَيَفْصِلُهُ، ويَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ المُرَائِين. هُنَاكَ يَكُونُ البُكَاءُ وصَرِيفُ الأَسْنَان.
تعاليم روحيّة، الرقم 12
كم هم سعداء "أُولِئكَ الخَدَم الَّذينَ إِذا جاءَ سَيِّدُهم وَجَدَهم ساهِرين" (لو 12: 37) وكم يجدر بنا أن نكون حسودين منهم. ذاك السهر المغبوط الذي يبقيهم صاحين لملاقاة الله، خالق الكون، الذي تملأ جلالته الأشياء كلّها وتفوقها كلّها.أمّا أنا، بصفتي خادمه، ورغم عدم أهليّتي، أراد الله أن يوقظني من نعاس لا مبالاتي. فليوقد فيّ نار الحبّ الإلهي؛ فلترتفع شعلة حبّه أعلى من النجوم؛ فلتلتهب في داخلي باستمرار الرغبة في الاستجابة لحنانه اللامتناهي. ليتني أستطيع إبقاء سراجي موقدًا طوال الليل في هيكل الربّ! ليته يستطيع "أن يضيء لجميع الذين في البيت" (مت 5: 15). يا ربّ، امنحني هذا الحبّ الذي لا يتضاءل أبدًا، واجعلني أبقي سراجي موقدًا باستمرار، بدون أن أدعه ينطفئ أبدًا؛ ليكن هذا السراج نارًا فيّ، ونورًا لقريبي.
#شربل سكران بالله