أحد زيارة العذراء
في تِلْكَ الأَيَّام (بعد البشارة بيسوع)، قَامَتْ مَرْيَمُ وَذَهَبَتْ مُسْرِعَةً إِلى الجَبَل، إِلى مَدِينَةٍ في يَهُوذَا.
ودَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا، وسَلَّمَتْ عَلَى إِليصَابَات.
ولَمَّا سَمِعَتْ إِلِيصَابَاتُ سَلامَ مَرْيَم، ٱرْتَكَضَ الجَنِينُ في بَطْنِها، وَٱمْتَلأَتْ مِنَ الرُّوحِ القُدُس.
فَهَتَفَتْ بِأَعْلَى صَوتِها وقَالَتْ: «مُبارَكَةٌ أَنْتِ في النِّسَاء، وَمُبارَكَةٌ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ!
ومِنْ أَيْنَ لي هذَا، أَنْ تَأْتِيَ إِليَّ أُمُّ ربِّي؟
فَهَا مُنْذُ وَقَعَ صَوْتُ سَلامِكِ في أُذُنَيَّ، ٱرْتَكَضَ الجَنِينُ ٱبْتِهَاجًا في بَطْنِي!
فَطُوبَى لِلَّتي آمَنَتْ أَنَّهُ سَيَتِمُّ ما قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبّ!».
الرّسالة العامّة: نور الإيمان (Lumen fidei)، العدد 39
إنّ الانفراد بالإيمان أمرٌ مستحيل. فالإيمان ليس فقط خيارًا شخصيًّا يصنعه المؤمن في داخليّته؛ كما أنّه ليس علاقة منفردة بين الـ "أنا" المؤمن والـ "أنت" الإلهيّة، أي بين شخص مستقلّ والله. فلإيمان بطبيعته منفتح على الـ "نحن"؛ وهو يَلِجُ دائمًا في وحدة الكنيسة. إن تلاوة قانون الإيمان بشكله الحِواري والذي نتلوه في رتبة العماد، تجعلنا نتذكر هذا الأمر.إنّ فعل الإيمان هو تعبيرٌ عن جوابٍ لدعوة نتلقّاها أو لكلمة علينا أن نسمعها. إنّه لا ينبثق منّي لكنّه مدرج في حوار... من المستطاع أن تأتي إجابتنا بصيغة المتكلّم الذي يهتف "أؤمن" فقط حين ندرك أنّنا نشارك بوحدة واسعة أي فقط حين نهتف أيضًا إنّنا "نؤمن". ذاك الانفتاح على الـ "نحن" الكنسي يحدث وفقًا لانفتاح حبّ الربّ بالذات الذي هو ليس فقط صلة بين الآب والابن أي بين الـ "أنا" والـ "أنت" بل هو أيضًا بالرُّوح القدس الّذي يمثّل الـ "نحن" أي وحدة الأقانيم. أجل ذلك فإن مَن يؤمن ليس أبدًا وحده، ومن أجل ذلك يميل الإيمان الى الانتشار والى دعوة الآخرين للمشاركة بفرحه... يتحدّث اللاهوتي طَرطِليانُس (155؟ - 220؟) عن الموعوظين الذين بعد عمادهم، أي "استحمام الوِلادة الجديدة"، كانوا يُستضافون في بيت الأم كي يرفعوا أيديهم ويصلّون الأبانا مع إخوتهم.