27 Dec
27Dec

أحد الكلمة المتجسّد

إنجيل القدّيس يوحنّا 18-1:1

في البَدْءِ كَانَ الكَلِمَة، والكَلِمَةُ كَانَ مَعَ الله، وكَانَ الكَلِمَةُ الله.
كانَ الكَلِمَةُ هذَا في البَدْءِ معَ الله.
كُلُّ شَيءٍ بِهِ كُوِّن، وبِغَيْرِهِ مَا كُوِّنَ أَيُّ شَيء.
كُلُّ مَا كُوِّنَ بِهِ كَانَ حَيَاة، والحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاس،
والنُّورُ في الظُّلْمَةِ يَسْطَع، والظُّلْمَةُ لَمْ تَقْوَ عَلَيْه.
كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنْ عِنْدِ الله، إِسْمُهُ يُوحَنَّا.
جَاءَ يُوحَنَّا هذَا لِلشَّهَادَة، لِيَشْهَدَ لِلنُّور، فَيُؤْمِنَ الجَمِيعُ عَلى يَدِهِ.
مَا كَانَ هُوَ النُّور، بَلْ جَاءَ يَشْهَدُ لِلنُّور،
لأَنَّ النُّورَ الحَقيقيّ، الَّذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان، كانَ آتِيًا إِلى العَالَم.
في العَالَمِ كَانَ الكَلِمَة، والعَالَمُ بِهِ كُوِّن، والعَالَمُ مَا عَرَفَهُ.
إِلى بَيْتِهِ جَاء، وأَهْلُ بَيْتِهِ مَا قبِلُوه.
أَمَّا كُلُّ الَّذينَ قَبِلُوه، وَهُمُ المُؤمِنُونَ بِٱسْمِهِ، فَقَدْ أَعْطَاهُم سُلْطَانًا أَنْ يَصيرُوا أَولادَ الله،
هُمُ الَّذين، لا مِنْ دَمٍ، ولا مِنْ رَغْبَةِ جَسَد، ولا مِنْ مَشيئةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ وُلِدُوا.
والكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وسَكَنَ بَيْنَنَا، ورَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدَ ٱبْنٍ وَحيد، آتٍ مِنَ الآب، مَلآنَ نِعْمَةً وحَقًا.
لَهُ يَشْهَدُ يُوحَنَّا، وقَدْ هَتَفَ قَائِلاً: «هذَا هُوَ الَّذي قُلْتُ فِيه: إِنَّ الآتي ورَائِي قَدْ صَارَ قُدَّامي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلي».
أَجَل، مِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ كُلُّنَا أَخَذْنَا نِعْمَةً تِلْوَ نِعْمَة.
عَلى يَدِ مُوسَى أُعْطِيَتِ التَّوْرَاة، وعَلى يَدِ يَسُوعَ المَسِيحِ صَارَتِ النِّعْمَةُ والحَقّ.
أَللهُ مَا رَآهُ أَحَدٌ البَتَّة: أَلٱبْنُ الوَحِيدُ الله، الكَائِنُ في حِضْنِ الآب، هُوَ الَّذي أَخْبَرَ عَنْهُ.

القدّيس توما الأكوينيّ (1225 - 1274)، لاهوتيّ دومينكيّ وملفان الكنيسة

شرح لإنجيل القدّيس يوجنّا، 1: 178 وما يليه

«كان الكلمة النُّور الحَقّ الَّذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان آتِياً إِلى العالَم»

"ذاك الَّذي سَمِعناه، ذاك الَّذي رَأَيناهُ بِعَينَينا، ذاكَ الَّذي تَأَمَّلناه ولَمَسَتْه يَدانا مِن كَلِمَةِ الحَياة،... نُبَشِّرُكم بِه" (1يو1:1-3)...  الكلمة المتجسّد جعل نفسه معروفًا للرسل بطريقتين: عرفوه أوّلاً وقبل كلّ شيء عن طريق البصر، كمتلقّين معرفة الكلمة من الكلمة نفسه، وثانيًا عن طريق السمع، بتلقّيهم هذه المرّة معرفة الكلمة من شهادة يوحنّا المعمدان. وفيما يتعلّق بالكلمة، يؤكّد يوحنّا الإنجيليّ أوّلاً: "لقد رأينا مجده"... بالنسبة للقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم، ترتبط هذه الكلمات بما سبق في إنجيل يوحنا: "الكلمة صار جسدًا". إنّ الإنجيليّ يعني: أنّ التجسد قد منحَنا ليس فقط نعمة أن نصبح أبناء الله، ولكن أيضًا أن نرى مجده. في الواقع، لا يمكن لعيون ضعيفة ومريضة في حدّ ذاتها أن تنظر إلى نور الشمس. ولكن عندما تضيء الشمس من خلال سحابة أو جسم أكمد، عندئذٍ يمكنها ذلك. قبل تجسّد الكلمة، كانت الأرواح البشرية غير قادرة في حدّ ذاتها على النظر إلى نور "الذي ينير كلّ إنسان". وحتّى لا يحرمها من فرحة رؤيته، فإنّ النور نفسه، كلمة الله، أراد أن يلبس جسدًا حتّى نتمكّن من رؤيته.عندها "ذهب الشعب إلى الصحراء ورأوا مجد الربّ في سحابة" (خر 10:16)، أي كلمة الله في الجسد... ويلحظ القدّيس أوغسطينس أنّه، لكي نرى الله، شفى الكلمة عيون البشر بجعل جسده قطرة شافية... ولهذا مباشرةً بعد قوله: "الكلمة صار جسدًا" يضيف الإنجيليّ: "ورأينا مجده"، كما لو أراد القول إنّه فور تطبيق قطرات العين، شُفيَت أعيننا. هذا هو المجد الذي رغب موسى أن يراه، والذي لم يرَ منه فقط إلّا الظلّ والرمز. الرسل، على العكس، شاهدوا عظَمَتَه  نفسها.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.