06 Dec
06Dec

أحد مولد يوحنّا

إنجيل القدّيس لوقا 66-57:1

تَمَّ زَمَانُ إِليصَابَاتَ لِتَلِد، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا.
وسَمِعُ جِيرانُهَا وأَقَارِبُها أَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا، فَفَرِحُوا مَعَهَا.
وفي اليَوْمِ الثَّامِنِ جَاؤُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيّ، وسَمَّوْهُ بِٱسْمِ أَبِيهِ زَكَريَّا.
فأَجَابَتْ أُمُّهُ وَقالَتْ: «لا! بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا!».
فقَالُوا لَهَا: «لا أَحَدَ في قَرابَتِكِ يُدْعَى بِهذَا ٱلٱسْم».
وأَشَارُوا إِلى أَبِيهِ مَاذَا يُريدُ أَنْ يُسَمِّيَهُ.
فطَلَبَ لَوْحًا وكَتَب: «إِسْمُهُ يُوحَنَّا!». فَتَعَجَّبُوا جَمِيعُهُم.
وٱنْفَتَحَ فَجْأَةً فَمُ زَكَرِيَّا، وٱنْطَلَقَ لِسَانُهُ، وَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ ويُبَارِكُ ٱلله،
فَٱسْتَولى الخَوْفُ على جَمِيعِ جِيرانِهِم، وتَحَدَّثَ النَّاسُ بِكُلِّ هذِهِ الأُمُورِ في كُلِّ جَبَلِ اليَهُودِيَّة.
وكانَ كُلُّ مَنْ سَمِعَ بِذلِكَ يَحْفَظُهُ في قَلْبِهِ قَائِلاً: «ما عَسَى هذَا الطِّفْلُ أَنْ يَكُون؟». وكانَتْ يَدُ الرَّبِّ حَقًّا مَعَهُ.

القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

عظة بمناسبة عيد ميلاد يوحنّا المعمدان

«ما عَسى أَن يَكونَ هذا الطِّفْل؟»

يا للعجب! لقد سبق مولد يوحنّا الرسول مولد الذي، لولا معونته، لم يكن يوحنّا ليرى النور! يوحنّا هو حقًّا الصوت، والرّب يسوع هو الكلمة!... الكلمة تولد في النّفس، ثمّ تدفع بالصوت الذي يعلن عنها، يخرج الصوت من الشفاه ويقدّم الكلمة لسامعيه. هكذا بقي الرّب يسوع المسيح في الآب فيما رسوله يوحنّا خُلِقَ مثل سائر الأشياء. وُلد يوحنّا من أمّ بشريّة ومن خلاله عُرِفَ الرّب يسوع المسيح من جميع البشر.  الرّب يسوع هو الكلمة منذ البدء، من قبل أن يكوَّن العالم، ويوحنّا هو الخاتمة، هو الصوت الذي سبق الكلمة. تولد الكلمة من العقل، ويخرج الصوت من الصمت.       هكذا عندما ولدت مريم العذراء الرّب يسوع المسيح آمنت، بينما لم يعد زكريّا قادرًا على الكلام قبل أن يولّد يوحنّا. واحد خرج من امرأة في زهرة الشباب والآخر وُلِدَ من امرأة عجوز ضعيفة. وهكذا الكلمة تتكاثر في قلب من يتأمّلها، والصوت يتناهى إلى أذن مَن ينصت إليه. ربّما كان هذا هو معنى كلمة يوحنا: " ا بُدَّ له مِن أَن يَكبُر. ولا بُدَّ لي مِن أن أَصغُر" (يو3: 30). لأنّ الأقوال النبويّة التي ظهرت قبل ميلاد الرّب يسوع المسيح، كصوتٍ قبل الكلمة، استمرّت حتّى يوحنّا، الذي معه خُتمت التشابيه. ثمّ تلت ذلك نعمة الإنجيل والإعلان العلنيّ عن ملكوت السّماوات الذي ليس له نهاية، كي تنمو وتؤتي ثمارها على الأرض.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.