في اليَوْمِ الثَّالِث، كَانَ عُرْسٌ في قَانَا الجَلِيل، وكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاك.
ودُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى العُرْس.
ونَفَدَ الخَمْر، فَقَالَتْ لِيَسُوعَ أُمُّهُ: «لَيْسَ لَدَيْهِم خَمْر».
فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «مَا لِي ولَكِ، يَا ٱمْرَأَة؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْد!».
فقَالَتْ أُمُّهُ لِلْخَدَم: «مَهْمَا يَقُلْ لَكُم فَٱفْعَلُوه!».
وكَانَ هُنَاكَ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حَجَر، مُعَدَّةٌ لِتَطْهيِر اليَهُود، يَسَعُ كُلٌّ مِنْهَا مِنْ ثَمَانِينَ إِلى مِئَةٍ وعِشْرينَ لِيترًا،
فقَالَ يَسُوعُ لِلْخَدَم: «إِملأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأُوهَا إِلى فَوْق.
قَالَ لَهُم: «إِسْتَقُوا الآنَ، وقَدِّمُوا لِرَئِيسِ الوَلِيمَة». فَقَدَّمُوا.
وذَاقَ الرَّئِيسُ المَاءَ، الَّذي صَارَ خَمْرًا - وكانَ لا يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ، والخَدَمُ الَّذينَ ٱسْتَقَوا يَعْلَمُون - فَدَعَا إِلَيْهِ العَرِيسَ
وقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ يُقَدِّمُ الخَمْرَ الجَيِّدَ أَوَّلاً، حَتَّى إِذَا سَكِرَ المَدعُوُّون، قَدَّمَ الأَقَلَّ جُودَة، أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الخَمْرَ الجَيِّدَ إِلى الآن!».
تِلْكَ كَانَتْ أُولَى آيَاتِ يَسُوع، صَنَعَهَا في قَانَا الجَلِيل، فَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، وآمَنَ بِهِ تَلامِيذُهُ.
النشيد رقم 18، عرس قانا
بينما كان الرّب يسوع المسيح يحضر العرس وكان المدعوّون يشاركون في الوليمة، نفذت الخمر وتحوّل فرحهم إلى حزن... لمّا رأت مريم الكليّة الطهارة ذلك، جاءت مسرعة تقول لابنها: "لَيسَ عِندَهم خَمْر؛ من فضلك يا بنيّ، أظهر لهم أنّك قادر على كلّ شيء، أنت يا مَن خلقت كلّ شيء بحكمة". أيّتها العذراء الجليلة، أخبرينا من أيّ معجزات عرفت أنّ ابنك يستطيع أن يعطي خمرًا بدون أن يقطف عنبًا، في حين أنّه لم يجترح أيّ معجزات من قبل؟ علّمينا... كيف قلت لابنك: "أعطهم الخمر، أنت يا مَن خلقت كلّ شيء بحكمة". "رأيتُ بنفسي إليصابات تدعوني أمّ الله قبل الولادة؛ بعد الولادة، تغنّى سمعان فيّ، واحتفت حنّة بي؛ جاء المجوس من بلاد فارس إلى المغارة، لأنّ نجمة أعلنت مسبقًا عن هذه الولادة؛ كما بشّر الرعاة والملائكة بالفرح، وابتهجت الخليقة معهم. عمّ يسعني أن أبحث أكثر من هذه المعجزات، لأصدّق إيمانهم بأنّ ابني هو الذي خلق كلّ شيء بحكمة؟"... حين حوّل الرّب يسوع المسيح المياه إلى خمر بقدرته، ابتهج الجمع ووجد طعمها مدهشًا. اليوم، نشارك جميعًا في وليمة الكنيسة، لأنّ الخمر تحوّلت إلى دم الرّب يسوع المسيح، ونحن نشربها جميعنا بفرح مقدّس، ممجّدين العريس الكبير. لأنّ العريس الحقيقيّ، هو ابن مريم، الكلمة الأبديّ، الذي اتّخذ صورة العبد والذي خلق كلّ شيء بحكمة. أيّها العليّ، والقدّوس، ومخلّص الجميع، احفظ بدون تغيير الخمر التي فينا لأنّك تترأّس كلّ شيء. اطرد منّا كلّ عناد، وكلّ الأفكار السيّئة التي تفسد خمرتك المقدّسة... بواسطة صلوات القدّيسة مريم العذراء، والدة الله، خلّصنا من هاجس الخطايا التي تخنقنا، أيّها الربّ الرحيم، أنت يا من خلقت كلّ شيء بحكمة.
#شربل سكران بالله