الأحد الثامن من زمن العنصرة: يسوع الخادم المحبوب
خَرَجَ الفَرِّيسِيُّونَ فَتَشَاوَرُوا عَلَى يَسُوعَ لِيُهْلِكُوه.
وعَلِمَ يَسُوعُ بِالأَمْرِ فَٱنْصَرَفَ مِنْ هُنَاك. وتَبِعَهُ كَثِيرُونَ فَشَفَاهُم جَمِيعًا،
وحَذَّرَهُم مِنْ أَنْ يُشْهِرُوه،
لِيَتِمَّ مَا قِيْلَ بِالنَّبِيِّ آشَعيا:
«هُوَذَا فَتَايَ الَّذي ٱخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذي رَضِيَتْ بِهِ نَفْسِي. سَأَجْعَلُ رُوحي عَلَيْهِ فَيُبَشِّرُ الأُمَمَ بِالحَقّ.
لَنْ يُمَاحِكَ ولَنْ يَصيح، ولَنْ يَسْمَعَ أَحَدٌ صَوْتَهُ في السَّاحَات.
قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَنْ يَكْسِر، وفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لَنْ يُطْفِئ، إِلى أَنْ يَصِلَ بِالحَقِّ إِلى النَّصْر.
وبِٱسْمِهِ تَجْعَلُ الأُمَمُ رَجَاءَها.»
العظة الخامسة حول البساطة، ١٣٧ـ ١٣٩
لم يُقارَن إلهُنا بأسدٍ حين اقتيد إلى الموت... إنّما كحمل، كشاة التزم الصمت حين اقتيد إلى الآلام وفي وسط المهانة سيق "كنَعجَةٍ صامِتَةٍ أَمامَ الَّذينَ يَجُزُّونَها ولم يَفتَحْ فاهُ" (إش ٥٣: ٧) ...وقف أمام القاضي الذي ساءَلَهُ، هو المعلم الكلي الحكمة، غير أنّه لم يجب... ليتم ما قيل: "كحَمَلٍ سيقَ إِلى الذَّبْحِ" (إش ٥٣: ٧). اقتادوه من مكان إلى مكان ومن قاضٍ إلى آخر كما لو كان أخرسًا. وقد صمت أمام حنّان (راجع يو ١٨: ١٣)؛ إلى أن توسّل إليه هذا الأخير... وحين قادوه إلى هيرودس الذي أراد أن يرى آية تُصنع منه (راجع لو ٢٣: ٨) هنا أيضا التزم الصمت، لم يتفوّه بكلمة. وكانوا ينظرون إليه كأنه مجنون لا يعلم شيئًا. كان لأعدائه رأيهم عنه، ولكن هو لم يتخلّ عن وداعة الحمل.
#شربل سكران بالله