الأحد الثاني بعد عيد الصليب: تدمير الهيكل ونهاية الأزمنة
خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الهَيْكَلِ ومَضَى. فَدَنَا مِنهُ تَلامِيذُهُ يُلْفِتُونَ نَظَرَهُ إِلى أَبْنِيَةِ الهَيْكَل.
فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «أَلا تَنْظُرونَ هذَا كُلَّهُ؟ أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ يُتْرَكَ هُنَا حَجَرٌ عَلى حَجَرٍ إِلاَّ ويُنْقَض».
وفيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلى جَبَلِ الزَّيتُون، دَنَا مِنْهُ التَّلامِيذُ على ٱنْفِرَادٍ قَائِلين: « قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا، ومَا هِيَ عَلامَةُ مَجِيئِكَ ونِهَايَةِ العَالَم؟».
فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «إِحْذَرُوا أَنْ يُضِلَّكُم أَحَد!
فكَثِيرُونَ سَيَأْتُونَ بِٱسْمِي قَائِلين: «أَنَا هُوَ المَسِيح! ويُضِلُّونَ الكَثِيرِين.
وسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وبِأَخْبَارِ حُرُوب، أُنْظُرُوا، لا تَرْتَعِبُوا! فلا بُدَّ أَنْ يَحْدُثَ هذَا. ولكِنْ لَيْسَتِ النِّهَايَةُ بَعْد!
سَتَقُومُ أُمَّةٌ عَلى أُمَّة، ومَمْلَكَةٌ عَلى مَمْلَكَة، وتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وزَلازِلُ في أَمَاكِنَ شَتَّى،
وهذَا كُلُّه أَوَّلُ المَخَاض.
حِينَئِذٍ يُسْلِمُونَكُم إِلى الضِّيق، ويَقْتُلُونَكُم، ويُبْغِضُكُم جَمِيعُ الأُمَمِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي.
وحِينَئِذٍ يَرْتَدُّ الكَثِيْرُونَ عَنِ الإِيْمَان، ويُسْلِمُ بَعْضُهُم بَعْضًا، ويُبْغِضُ بَعْضُهُم بَعْضًا.
ويَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ ويُضِلُّونَ الكَثِيرِين.
ولِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَفْتُرُ مَحَبَّةُ الكَثِيْرين.
ومَنْ يَصْبِرْ إِلى النِّهَايَةِ يَخْلُصْ.
ويُكْرَزُ بِإِنْجيلِ المَلَكُوتِ هذا في المَسْكُونَةِ كُلِّهَا شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَم، وحينَئِذٍ تَأْتِي النِّهَايَة.
العظة 75
أجاب الربّ يسوع على أسئلة تلاميذه وأخبرهم بالأمور التي ستحصل بعد قيامته وصعوده، ابتداءً من خراب هيكل أورشليم الذي سألوه عنه، وصولاً إلى علامة مجيئه من خلال الكنيسة... هذه الكنيسة التي ما يزال يظهر فيها حتّى انقضاء الدهر؛ وهو يتجلّى في الأعضاء الجدد الذين يعطيهم الحياة كلّ يوم، وانتهاءً بانقضاء الدّهر حين سيأتي ليدين الأحياء والأموات. والحال هذه، عندما يعدّد الرّب لنا العلامات الخاصّة بكلّ من هذه الأحداث الثلاثة، يجب علينا أن نتفحّص بإمعان العلامات التي تخصّ كلّ حدث، حتّى لا ننسب إلى حدث معيّن ما هو من خصائص الحدث الآخر. لقد حدّثهم أوّلاً عن المعارك التي ستدور عند أسوار وفي قلب أورشليم، فقال لهم: سوف تسمعون صوت المعارك وضجيج الحروب. إنّ الذي يسمع صرخات المتعاركين يتأثّر بالمعركة؛ والذي يسمع أخبار المعارك وإشاعات الحروب التي تدور في البلدان البعيدة يتأثر أيضًا بضجيجها. لكن بما أنّ هذه النبوءات كان يمكن أن تشيع الهلع في نفوس تلاميذه، فقد طمأنهم قائلاً: "إيّاكم أن تفزعوا"؛ وقد نهاهم عن الأفكار المضلّلة التي كانت تنتابهم بإنّ نهاية العالم ستتبع فورًا الحرب التي ستدمّر أورشليم حين قال لهم: "يجب أن تحصل كلّ هذه الأشياء..."، ما يعني أنّه علينا ألاّ نصدّق بأنّ يوم الدينونة قريب لأنّ الله حفظه لوقت آخر.
#شربل سكران بالله