28 Sep
28Sep

الأحد الثالث بعد عيد الصليب: المسحاء الدجّالون وعودة ابن الإنسان

إنجيل القدّيس متّى 31-23:24

قالَ الربُّ يَسوع: «إِنْ قَالَ لَكُم أَحَد: هُوَذَا المَسِيحُ هُنَا أَوْ هُنَاك! فَلا تُصَدِّقُوا.
فَسَوْفَ يَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وأَنْبِيَاءُ كَذَبَة، ويَأْتُونَ بِآيَاتٍ عَظِيمَةٍ وخَوارِق، لِيُضِلُّوا المُخْتَارِينَ أَنْفُسَهُم، لَو قَدِرُوا.
هَا إِنِّي قَدْ أَنْبَأْتُكُم!
فَإِنْ قَالُوا لَكُم: هَا هُوَ في البَرِّيَّة! فلا تَخْرُجُوا، أَو: هَا هُوَ في دَاخِلِ البَيْت! فَلا تُصَدِّقُوا.
فكَمَا أَنَّ البَرْقَ يُومِضُ مِنَ المَشَارِق، ويَسْطَعُ حَتَّى المَغَارِب، هكَذَا يَكُونُ مَجِيءُ ٱبْنِ الإِنْسَان.
حَيْثُ تَكُونُ الجُثَّةُ هُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُور.
وحَالاً بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّام، أَلشَّمْسُ تُظْلِم، والقَمَرُ لا يُعْطِي ضَوءَهُ، والنُّجُومُ تَتَسَاقَطُ مِنَ السَّمَاء، وقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَع.
وحينَئِذٍ تَظْهَرُ في السَّمَاءِ عَلامَةُ ٱبْنِ الإِنْسَان، فَتَنْتَحِبُ قَبَائِلُ الأَرْضِ كُلُّها، وتَرَى ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا على سُحُبِ السَّمَاءِ بِقُدْرَةٍ ومَجْدٍ عَظِيم.
ويُرْسِلُ مَلائِكَتَهُ يَنْفُخُونَ في بُوقٍ عَظِيم، فيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الرِّيَاحِ الأَرْبَع، مِنْ أَقَاصي السَّمَاوَاتِ إِلى أَقَاصِيهَا.

القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

عظة حول المزمور 96[95]

«وإِذا أَخذَت تَحدُثُ هذِه الأُمور، فانتَصِبوا قائمين وَارفَعوا رُؤُوسَكُم لِأَنَّ اِفتِداءَكم يَقتَرِب» (لو21: 28)

"حينَئذٍ تُهَلِّلُ جَميعُ أَشجارِ الغاب أَمامَ وَجهِ الربِّ لأَنَّه آتٍ آتٍ لِيَدينَ الأَرْض. يَدينُ الدّنيا بِالبِرّ والشُّعوبَ بأمانَتِه" (مز96[95]: 12-13). أتى الربّ في المرّة الأولى، وسيأتي من جديد. لقد أتى في المرّة الأولى "على الغمام" (راجع مت 26: 64) في كنيسته. ما هو الغمام الذي حمله؟ إنّه الرسل والمبشّرون... لقد أتى في المجيء الأوّل يحمله المبشّرون، وملأ الأرض كلّها. دعونا لا نقاوم مجيئه الأوّل إذا كنّا لا نريد أن نخشى المجيء الثاني... ماذا على المسيحي أن يعمل إذًا؟ علينا أن نكسب من هذا العالم، لا أن نخدم هذا العالم. ماذا يعني ذلك؟ "أن نملك وكأنّنا لا نملك". هذا ما قاله القدّيس بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنتس: "أَقولُ لَكُم، أَيُّها الإِخوَة، إِنَّ الزَّمانَ يَتَقاصَر: فمُنذُ الآن لِيَكُنِ... الَّذينَ َ يَبْكون كأَنَّهم لا يَبْكون، والَّذينَ يَفرَحون كأَنَّهم لا يَفرَحون، والَّذينَ يَشتَرون كأَنَّهم لا يَملِكون، والَّذينَ يَستَفيدونَ مِن هذا العالَم كأَنَّهم لا يستفيدونَ حَقًّا، لأَنَّ صُورةَ هذا العالَمِ في زَوال. بِوَدِّي لو كُنتُم مِن دونِ هَمّ..." (1كور7: 29-32). مَن هو حرّ من دون همّ ينتظر بثقة مجيء الربّ. فهل نحبّ الربّ إن كنّا نخشى مجيئه؟ أيّها الأخوة، ألا نخجل من ذلك؟ أيمكن أن نحبّه ونخشى مجيئه؟ هل نحبّه حقًّا، أم نحبّ أكثر خطايانا؟ فلنكره إذًا خطايانا، ولنحبّ ذاك الذي سوف يأتي...لقد "هلّلت جَميعُ أَشجارِ الغاب أَمامَ وَجهِ الربِّ"، لأنه أتى في المرّة الأولى... وسوف "تُهَلِّلُ جَميعُ أَشجارِ الغاب أَمامَ وَجهِ الربِّ" حين يعود ليدين الأرض. عندها، سيجد جميع الذين آمنوا بمجيئه الأوّل، سيجدهم متهلّلين.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.