أحد الموتى المؤمنين
قالَ الربُّ يَسوع: «كَانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ يَلْبَسُ الأُرْجُوانَ وَالكَتَّانَ النَّاعِم، وَيَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ بِأَفْخَرِ الوَلائِم.
وكانَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ ٱسْمُهُ لَعَازَرُ مَطْرُوحًا عِنْدَ بَابِهِ، تَكْسُوهُ القُرُوح.
وكانَ يَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الفُتَاتِ المُتَسَاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الغَنِيّ، غَيْرَ أَنَّ الكِلابَ كَانَتْ تَأْتِي فَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ.
وَمَاتَ المِسْكينُ فَحَمَلَتْهُ ٱلمَلائِكَةُ إِلى حِضْنِ إِبْرَاهِيم. ثُمَّ مَاتَ الغَنِيُّ وَدُفِن.
وَرَفَعَ الغَنِيُّ عيْنَيْه، وَهُوَ في الجَحِيمِ يُقَاسِي العَذَاب، فَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيد، وَلَعَازَرَ في حِضْنِهِ.
فَنَادَى وقَال: يا أَبَتِ إِبْرَاهِيم، إِرْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لَعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَعِهِ بِمَاءٍ وَيُبرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُتَوَجِّعٌ في هذَا اللَّهِيب.
فَقالَ إِبْرَاهِيم: يا ٱبْنِي، تَذَكَّرْ أَنَّكَ نِلْتَ خَيْراتِكَ في حَيَاتِكَ، وَلَعَازَرُ نَالَ البَلايَا. والآنَ هُوَ يَتَعَزَّى هُنَا، وأَنْتَ تَتَوَجَّع.
وَمَعَ هذَا كُلِّهِ، فَإِنَّ بَيْنَنا وَبَيْنَكُم هُوَّةً عَظِيمَةً ثَابِتَة، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَجْتَازُوا مِنْ هُنا إِلَيْكُم لا يَسْتَطْيعُون، ولا مِنْ هُناكَ أَنْ يَعْبُرُوا إِلَيْنا.
فَقَالَ الغَنِيّ: أَسْأَلُكَ إِذًا، يا أَبَتِ، أَنْ تُرْسِلَ لَعَازَرَ إِلَى بَيْتِ أَبي،
فإنَّ لي خَمْسَةَ إِخْوة، لِيَشْهَدَ لَهُم، كَي لا يَأْتُوا هُمْ أَيْضًا إِلى مَكَانِ العَذَابِ هذَا.
فقَالَ إِبْرَاهِيم: عِنْدَهُم مُوسَى وَالأَنْبِياء، فَلْيَسْمَعُوا لَهُم.
فَقال: لا، يَا أَبَتِ إِبْرَاهِيم، ولكِنْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِم وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُون.
فقالَ لَهُ إِبْرَاهِيم: إِنْ كانُوا لا يَسْمَعُونَ لِمُوسَى وَالأَنْبِيَاء، فَإِنَّهُم، وَلَو قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَات، لَنْ يَقْتَنِعُوا!».
ما من حبٍّ أعظم
قال الرَّب يسوع: "لأَنِّي جُعتُ فأَطعَمتُموني" (مت 25: 35). لم يكن جائعًا فقط للخبز ولكن أيضًا للعاطفة الحنونة الّتي تجعلنا نشعر بأنّنا محبوبون، مُعترَفٌ بهم، أن نشعر بأنّنا أحدٌ ما في عيني أحدٍ آخر. لقد عُرّي الربّ يسوع ليس من كلّ ثوب فقط، بل أيضًا من كلّ كرامة واعتبار لأنّ الظلم الأكبر الّذي ممكن أن نرتكبه تجاه الفقير هو بأن نحتقره بسبب فقره. لم يُحرم من سقفٍ فقط... بل تحمّل أيضًا جميع أنواع الحرمان الّذي يعانيه اولئك الّذين هم محبوسون، منبوذون أو مُبعَدون، مشرّدون في العالم بدون وجود أي شخص يكترث لهم.انزل إلى الشارع ولا يكن لك إلّا هذا الهمّ. أنظر إلى هذا الإنسان، هنا، في الزاوية، واذهب نحوه. لربّما سيغضبه ذلك، ولكن ستكون هنا، أمامه، في حضرته. عليك أن تظهر الحضور الّذي هو فيك بالحبّ والانتباه الَّذين بهما تتوجّه نحو هذا الإنسان. لماذا؟ لأنّه، بالنسبة لك، هذا الإنسان يمثّل الرّب يسوع. نعم، الرّب يسوع، لكنه لا يستطيع أن يستقبلك في بيته. ذاك هو السبب الّذي تعرف من خلاله أنّه عليك الذهاب نحوه. نعم، الرّب يسوع، ولكنّه مخبّأ في الإنسان الّذي هو أمامك. إنّ الرّب يسوع، الموجود في الأصغر من إخوتنا (راجع مت 25: 40)، ليس جائعًا فقط لقطعة الخبز، إنّما للحبّ أيضًا، وللاعتراف به، ولأن يحظى بالاحترام.
#شربل سكران بالله