08 Feb
08Feb

عيد مار مارون المعترف

إنجيل القدّيس يوحنّا 30-23:12

قالَ الرَبُّ يَسُوع: «لَقَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ لِكَي يُمَجَّدَ ٱبْنُ الإِنْسَان.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير.
مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة.
مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب.
نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة!
يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد».
وسَمِعَ الجَمْعُ الحَاضِرُ فَقَالُوا: «إِنَّهُ رَعد». وقَالَ آخَرُون: «إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «مَا كَانَ هذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم.

القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

عظة بمناسبة عيد الشهداء

«وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَرًا كثيرًا»

إنّ مآثر الشهداء المجيدة التي تشكّل في كلِّ مكان الزينة للكنيسة، تسمحُ لنا بأن نفهم بأنفسنا حقيقة ما أنشَدناه: "يَشقّ على الرَّبَ مَوتُ أَصْفِيائه" (مز 116[115]: 15). فهو  يشق علينا نحن وعلى ذاك الذي ماتوا من أجل اسمه.غير أنّ ثمن هذه الميتات كلِّها، إنّما هو موتُ إنسانٍ واحدٍ. فكم من ميتةٍ افتدى بموتِهِ وحدِهِ؟ وهل كانَت حبّةُ الحنطة لتأتي بثمارٍ كثيرةٍ لو لم يمُتْ؟ لقد سمعتُم ما قالَه عند اقتراب آلامه، أي عند اقتراب خلاصِنا: "إنّ حَـبَّة الحِنطَةِ التي تَقَعُ في الأرضِ إن لم تَمُتْ تَبقى وَحدَها. وإذا ماتَتْ، أخرَجَتْ ثَمَرًا كثيرًا". وما خرجَ من جَنبِه حين طُعنَ بالحربة، إنّما كانَ ثمن هذا الكون.لقد تمّ افتداء الأبرار والشهداء: غير أنّ إيمانَ الشهداء أثبتَ قيمتَه، ودماؤهم تشهدُ على ذلك. قال يوحنّا في رسالته الأولى: "وإِنَّما عَرَفْنا المَحبَّة بِأَنَّ ذاكَ قد بَذَلَ نفْسَه في سَبيلنِا. فعلَينا نَحنُ أَيضًا أَن نَبذُلَ نُفوسَنا في سَبيلِ إِخوَتِنا" (1يو 3: 16). وقيل في مكان آخر: "إِذا جَلَستَ تأكُلُ مع ذي سُلطَة فتأمَّلْ أَشَدَّ التَّأَمُّلِ في ما هو أَمامَكَ" (أم 23: 1) لأنّه عليكَ أن تَردَّ بالمثل. إنّها لمائدة رائعة، تلك التي نجلس إليها لنأكل مع سيّد الوليمة نفسه. إنّه صاحب الدعوة، وهو نفسه الطعام والشراب. إذًا، فقد تنبَّهَ الشهداء لما كانوا يأكلونه ويشربونه، ليتمكّنوا من ردّ المثل. لكن كيف كانوا ليردّوا المثل لو لم يكن ذاك الذي قدّمَ الدفعة الأولى قد أعطاهم ما يردّونَه له؟ هذا ما أوصانا به المزمور حيث أنشَدنا هذه العبارة: "يَشقّ على الرَّبَ مَوتُ أَصْفِيائه".



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.