15 Mar
15Mar

الأحد الثالث من الصوم الكبير : أحد شفاء النازفة

إنجيل القدّيس لوقا 56-40:8

لَمَّا عَادَ يَسُوع، ٱسْتَقْبَلَهُ الجَمْع، لأَنَّهُم جَميعَهُم كَانُوا يَنْتَظِرُونَهُ.
وَإِذَا بِرَجُلٍ ٱسْمُهُ يَائِيرُس، وكَانَ رَئِيسَ المَجْمَع، جَاءَ فٱرْتَمَى عَلَى قَدَمَي يَسُوع، وَأَخَذَ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ،
لأَنَّ لَهُ ٱبْنَةً وَحِيدَة، عُمْرُها نُحْوُ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، قَدْ أَشْرَفَتْ عَلَى المَوْت. وفِيمَا هُوَ ذَاهِب، كانَ الجُمُوعُ يَزْحَمُونَهُ.
وَكانَتِ ٱمْرَأَةٌ مُصَابَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، وَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يَشْفِيَهَا.
دَنَتْ مِنْ وَرَاءِ يَسُوع، وَلَمَسَتْ طَرَفَ رِدَائِهِ، وَفَجأَةً وَقَفَ نَزْفُ دَمِهَا.
فَقَالَ يَسُوع: «مَنْ لَمَسَنِي؟». وَأَنْكَرَ الجَمِيع. فَقَالَ بُطْرُسُ وَمَنْ مَعَهُ: «يا مُعَلِّم، إِنَّ الجُمُوعَ يَزْحَمُونَكَ وَيُضَايِقُونَكَ!».
فَقَالَ يَسُوع: «إِنَّ واحِدًا قَدْ لَمَسَنِي! فَإنِّي عَرَفْتُ أَنَّ قُوَّةً قَدْ خَرَجَتْ مِنِّي!».
وَرَأَتِ ٱلمَرْأَةُ أَنَّ أَمْرَها لَمْ يَخْفَ عَلَيه، فَدَنَتْ مُرْتَعِدَةً وٱرْتَمَتْ عَلَى قَدَمَيه، وَأَعْلَنَتْ أَمَامَ الشَّعْبِ كُلِّهِ لِماذَا لَمَسَتْهُ، وَكَيْفَ شُفِيَتْ لِلْحَال.
فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «يا ٱبْنَتِي، إِيْمَانُكِ خَلَّصَكِ! إِذْهَبِي بِسَلام!».
وَفيمَا هُوَ يَتَكَلَّم، وَصَلَ وَاحِدٌ مِنْ دَارِ رَئِيسِ المَجْمَعِ يَقُول: «مَاتَتِ ٱبْنَتُكَ! فَلا تُزْعِجِ المُعَلِّم!».
وَسَمِعَ يَسوعُ فَأَجَابَهُ: «لا تَخَفْ! يَكْفي أَنْ تُؤْمِنَ فَتَحْيا ٱبْنَتُكَ!».
وَلَمَّا وَصَلَ إِلى البَيْت، لَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَدْخُلُ مَعَهُ سِوَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَأَبي الصَّبِيَّةِ وأُمِّهَا.
وكَانَ الجَمِيعُ يَبْكُونَ عَلَيْها وَيَقْرَعُونَ صُدُورَهُم. فَقَال: «لا تَبْكُوا! إِنَّهَا لَمْ تَمُتْ. لكِنَّهَا نَائِمَة!».
فَأَخَذُوا يَضْحَكُونَ مِنْهُ لِعِلْمِهِم بِأَنَّها مَاتَتْ.
أَمَّا هُوَ فَأَمْسَكَ بِيَدِها وَنَادَى قاَئِلاً: «أَيَّتُهَا الصَّبِيَّة، قُومِي!».
فَعَادَتْ رُوحُهَا إِلَيْهَا، وَفَجْأَةً نَهَضَتْ. ثُمَّ أَمَرَ بِأَنْ يُطْعِمُوهَا.
فَدَهِشَ أَبَوَاها، وَأَوْصَاهُمَا يَسُوعُ أَلاَّ يُخْبِرَا أَحَدًا بِمَا حَدَث.

القدّيس رومانُس المرنِّم (؟ - نحو 560)، مؤلِّف أناشيد

ٱلنَّشِيدُ ٢٣: حَوْلَ ٱلْمَنْزُوفَةِ

«يَكْفِي أَنْ أَلْمِسَ رِدَاءَهُ فَأَبْرَأَ»

مِثْلَ ٱلْمَرْأَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ تُعَانِي مِنَ ٱلنَّزِيفِ، أَسْجُدُ أَمَامَكَ، يَا رَبُّ، حَتَّىٰ تُنْقِذَنِي مِنَ ٱلْمُعَانَاةِ وَتَمْنَحَنِي غُفْرَانَ ذُنُوبِي، لِكَيْ أَصْرُخَ إِلَيْكَ بِقَلْبٍ نَادِمٍ: "أَيُّهَا ٱلْمُخَلِّصُ، خَلِّصْنِي"٠ذَهَبَتْ إِلَيْكَ وَهِيَ تَخْتَبِئُ، أَيُّهَا ٱلْمُخَلِّصُ، لِأَنَّهَا ظَنَّتْ أَنَّكَ مَجَرَّدُ إِنْسَانٍ، لَكِنَّ شِفَاءَهَا عَلَّمَهَا أَنَّكَ إِلٰهٌ وَإِنْسَانٌ٠ فِي ٱلْخَفَاءِ، لَمَسَتْ هُدْبَ ثَوْبِكَ، بِخَوْفٍ فِي نَفْسِهَا، قَائِلَةً لِذَاتِهَا: "كَيْفَ أُظْهِرُ نَفْسِي لِذٰلِكَ ٱلَّذِي يُشَاهِدُ كُلَّ شَيْءٍ، أَنَا ٱلَّتِي تَحْمِلُ عَارَ ذُنُوبِهَا؟ إِذَا رَأَىٰ كُلِّيُّ ٱلنَّقَاءِ تَدَفُّقَ ٱلدَّمِ، فَسَوْفَ يَبْتَعِدُ عَنِّي كَنَجِسَةٍ، وَسَيَكُونُ ذٰلِكَ أَكْثَرَ فَظَاعَةً بِالنِّسْبَةِ لِي مِنْ جُرْحِي، أَيِ: إِذَا ٱبْتَعَدَ عَنِّي عَلَىٰ ٱلرَّغْمِ مِنْ صَرْخَتِي: "أَيُّهَا ٱلْمُخَلِّصُ، خَلِّصْنِي"٠"عِنْدَ رُؤْيَتِي، يُضَايِقُنِي ٱلْجَمِيعُ: "إِلَىٰ أَيْنَ أَنْتِ ذَاهِبَةٌ؟ كُونِي وَاعِيَةً لِعَارِكِ، يَا ٱمْرَأَةُ، ٱعْرِفِي مَنْ تَكُونِينَ، وَمِمَّنْ أَرَدْتِ أَنْ تَقْتَرِبِي ٱلْآنَ! أَنْتِ، ٱلنَّجِسَةُ، تَقْتَرِبِينَ مِنْ كُلِّيِّ ٱلنَّقَاءِ! ٱذْهَبِي لِتَتَطَهَّرِي، وَعِنْدَمَا تُزِيلِينَ ٱلْعَيْبَ ٱلَّذِي تَحْمِلِينَ، عِنْدَهَا تَذْهَبِينَ إِلَيْهِ وَأَنْتِ تَصْرُخِينَ: "أَيُّهَا ٱلْمُخَلِّصُ، خَلِّصْنِي"٠"هَلْ تُحَاوِلُونَ أَنْ تُسَبِّبُوا لِي عَذَابًا أَكْثَرَ مِنْ أَلَمِي؟ أَعْلَمُ أَنَّهُ طَاهِرٌ هُوَ، وَلِهٰذَا سَأَذْهَبُ إِلَيْهِ، لِكَيْ أَتَحَرَّرَ مِنَ ٱلْعَارِ وَٱلْخِزْيِ٠ لَا تَمْنَعُونِي إِذًا مِنْ أَنْ أَصْرُخَ: "أَيُّهَا ٱلْمُخَلِّصُ، خَلِّصْنِي"٠"ٱلنَّبْعُ يَسْكُبُ مِيَاهَهُ لِلْجَمِيعِ: بِأَيِّ حَقٍّ تَمْنَعُونَهُ؟ أَنْتُمْ شُهُودٌ عَلَىٰ شِفَاءَاتِهِ٠ كُلَّ يَوْمٍ يُشَجِّعُنَا بِٱلْقَوْلِ: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلثَّقِيلِي ٱلْأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ" (مَت ١١: ٢٨)٠ إِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يُعْطِيَ هِبَةَ ٱلصِّحَّةِ لِلْجَمِيعِ٠ وَأَنْتُمْ، لِمَاذَا تُسِيئُونَ إِلَيَّ بِمَنْعِي مِنَ ٱلصُّرَاخِ لَهُ: "أَيُّهَا ٱلْمُخَلِّصُ، خَلِّصْنِي"؟إِنَّ ٱلَّذِي يَعْرِفُ كُلَّ شَيْءٍ يَسْتَدِيرُ وَيَقُولُ لِتَلَامِيذِهِ: "مَنْ لَمَسَ هُدْبَ ثِيَابِي؟" (مر ٥: ٣٠)٠ لِمَاذَا تَقُولُ لِي، يَا بُطْرُسُ، إِنَّ حَشْدًا كَبِيرًا يَزْحَمُنِي؟ إِنَّهُمْ لَا يَلْمِسُونَ أُلُوهِيَّتِي، وَلٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةَ، مِنْ خِلَالِ لَمْسِهَا لِثَوْبِي ٱلظَّاهِرِ، قَدْ أَدْرَكَتْ طَبِيعَتِي ٱلْإِلٰهِيَّةَ، وَٱكْتَسَبَتِ ٱلصِّحَّةَ وَهِيَ تَصْرُخُ لِي: "أَيُّهَا ٱلرَّبُّ، خَلِّصْنِي"٠"تَشَجَّعِي ٱلْآنَ، يَا ٱمْرَأَةُ٠ كُونِي بِصِحَّةٍ جَيِّدَةٍ مِنَ ٱلْآنَ فَصَاعِدًا٠ هٰذَا لَيْسَ عَمَلَ يَدَيَّ، إِنَّمَا عَمَلُ إِيمَانِكِ٠ لِأَنَّ ٱلْكَثِيرِينَ لَمَسُوا هُدْبَ ثِيَابِي، وَلٰكِنَّ دُونَ ٱلْحُصُولِ عَلَىٰ ٱلْقُوَّةِ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَأْتُوا بِأَيِّ إِيمَانٍ٠ أَنْتِ لَمَسْتِنِي بِإِيمَانٍ عَظِيمٍ، فَنِلْتِ ٱلصِّحَّةَ، وَلِهٰذَا ٱلسَّبَبِ أَحْضَرْتُكِ ٱلْآنَ أَمَامَ ٱلْجَمِيعِ، لِكَيْ تَقُولِي: "أَيُّهَا ٱلْمُخَلِّصُ، خَلِّصْنِي"٠



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.