أحد القيامة الكبير
لَمَّا ٱنْقَضَى السَّبْت، ٱشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّة، ومَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوب، وسَالُومَة، طُيُوبًا لِيَأْتِينَ وَيُطَيِّبْنَ جَسَدَ يَسُوع.
وفي يَوْمِ الأَحَدِ بَاكِرًا جِدًّا، أَتَيْنَ إِلى القَبْرِ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْس.
وكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الحَجَرَ عَنْ بَابِ القَبْر؟».
وتَفَرَّسْنَ فشَاهَدْنَ الحَجَرَ قَدْ دُحْرِج، وكَانَ كَبِيرًا جِدًّا.
ودَخَلْنَ القَبْر، فَرَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ اليَمِين، مُتَوَشِّحًا حُلَّةً بَيْضَاء، فَٱنْذَهَلْنَ.
فَقَالَ لَهُنَّ: «لا تَنْذَهِلْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ المَصْلُوب. إِنَّهُ قَام، وَهُوَ لَيْسَ هُنَا. وهَا هُوَ المَكَانُ الَّذي وَضَعُوهُ فِيه.
أَلا ٱذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلامِيذِهِ وَلِبُطْرُس: إِنَّهُ يَسْبِقُكُم إِلى الجَلِيل. وهُنَاكَ تَرَوْنَهُ، كَمَا قَالَ لَكُم».
فَخَرَجْنَ مِنَ القَبْرِ وَهَرَبْنَ مِنْ شِدَّةِ الرِّعْدَةِ والذُّهُول. وَمِنْ خَوْفِهِنَّ لَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئًا.
عِظَةٌ
"هٰذَا هُوَ ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي صَنَعَهُ ٱلرَّبُّ، فَلْنَبْتَهِجْ وَنَفْرَحْ فِيهِ" (مز ١١٨[١١٧]: ٢٤). لِمَاذَا؟ لِأَنَّ ٱلشَّمْسَ لَمْ تَعُدْ مُظْلِمَةً، بَلْ إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ أَضْحَىٰ مُشْرِقًا؛ لَمْ يَعُدْ حِجَابُ ٱلْهَيْكَلِ مُنْشَقًّا، بَلْ ظَهَرَتِ ٱلْكَنِيسَةُ؛ وَلَمْ نَعُدْ نَحْمِلُ سَعَفَ ٱلنَّخْلِ، بَلْ صِرْنَا نُحِيطُ بِٱلْمُعَمَّدِينَ ٱلْجُدُدِ."هٰذَا هُوَ ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي صَنَعَهُ ٱلرَّبُّ"... هٰذَا هُوَ ٱلْيَوْمُ بِكُلِّ مَا تَعْنِيهِ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَةُ، يَوْمُ ٱلِٱنْتِصَارِ، ٱلْيَوْمُ ٱلْمُكَرَّسُ لِٱلِٱحْتِفَالِ بِٱلْقِيَامَةِ، ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي فِيهِ نَتَزَيَّنُ بِٱلنِّعْمَةِ، ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي فِيهِ نَتَشَارَكُ ٱلْحَمْلَ ٱلرُّوحِيَّ، ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي فِيهِ يَشْرَبُ أُولٰئِكَ ٱلَّذِينَ وُلِدُوا حَدِيثًا ٱلْحَلِيبَ، ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي فِيهِ يَتَحَقَّقُ مُخَطَّطُ ٱلْعِنَايَةِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ لِصَالِحِ ٱلْفُقَرَاءِ. "فَلْنَبْتَهِجْ وَنَفْرَحْ فِيهِ".هٰذَا هُوَ ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي فِيهِ تَحَرَّرَ آدَمُ وَتَحَرَّرَتْ حَوَّاءُ مِنْ عُقُوبَتِهَا، ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي فِيهِ ٱرْتَجَفَ ٱلْمَوْتُ ٱلْمُتَوَحِّشُ وَتَكَسَّرَتْ قُوَى ٱلصُّخُورِ، ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي فِيهِ ٱقْتُلِعَتْ مَزَالِيجُ ٱلْقُبُورِ...، وَٱلَّذِي فِيهِ أُلْغِيَتْ قَوَاعِدُ قُوَّاتِ ٱلْجَحِيمِ ٱلثَّابِتَةِ، ٱلَّذِي فِيهِ ٱنْفَتَحَتِ ٱلسَّمَاوَاتُ عِنْدَمَا قَامَ رَبُّنَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ. هٰذَا هُوَ ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي فِيهِ، لِخَيْرِ ٱلْبَشَرِ، تَكَاثَرَتْ فُرُوعُ نَبْتَةِ ٱلْقِيَامَةِ ٱلْخَضْرَاءِ وَٱلْخَصِبَةِ فِي كُلِّ ٱلْكَوْنِ كَحَدِيقَةٍ، حَيْثُ تَفَتَّحَتْ زَنَابِقُ ٱلْمُعَمَّدِينَ ٱلْجُدُدِ...، وَحَيْثُ يَبْتَهِجُ جَمْعُ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَتَخْضَرُّ أَكَالِيلُ ٱلشُّهَدَاءِ. "هٰذَا هُوَ ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي صَنَعَهُ ٱلرَّبُّ، فَلْنَبْتَهِجْ وَنَفْرَحْ فِيهِ".
#شربل سكران بالله