الأحد الحادي عشر من زمن العنصرة: توبة زكّا العشّار
قراءات اليوم
إنجيل القدّيس لوقا 10-1:19
دَخَلَ يَسُوعُ أَرِيْحا وَبَدأَ يَجْتَازُها،
وإِذَا رَجُلٌ ٱسْمُهُ زَكَّا، كانَ رَئِيسًا لِلْعَشَّارِينَ وَغَنِيًّا.
وكَانَ يَسْعَى لِيَرَى مَنْ هُوَ يَسُوع، فَلَمْ يَقْدِرْ بِسَبَبِ الجَمْعِ لأَنَّهُ كانَ قَصِيرَ القَامَة.
فَتَقَدَّمَ مُسْرِعًا وَتَسَلَّقَ جُمَّيْزَةً لِكَي يَرَاه، لأَنَّ يَسُوعَ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُرَّ بِهَا.
وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى المَكَان، رَفَعَ نَظَرَهُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُ: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وٱنْزِلْ، فَعَلَيَّ أَنْ أُقِيمَ اليَومَ في بَيْتِكَ».
فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وٱسْتَقْبَلَهُ في بَيْتِهِ مَسْرُورًا.
وَرَأَى الجَمِيعُ ذلِكَ فَأَخَذُوا يَتَذَمَّرُونَ قَائِلين: «دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُلٍ خَاطِئ».
أَمَّا زَكَّا فَوَقَفَ وَقَالَ لِلرَّبّ: «يَا رَبّ، هَا أَنَا أُعْطِي نِصْفَ مُقْتَنَياتِي لِلْفُقَرَاء، وَإنْ كُنْتُ قَدْ ظَلَمْتُ أَحَدًا بِشَيء، فَإِنِّي أَرُدُّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَضْعَاف».
فقَالَ لَهُ يَسُوع: «أَليَومَ صَارَ الخَلاصُ لِهذَا البَيْت، لأَنَّ هذَا الرَّجُلَ هُوَ أَيْضًا ٱبْنٌ لإِبْرَاهِيم.
فإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ جَاءَ لِيَبْحَثَ عَنِ الضَّائِعِ وَيُخَلِّصَهُ».
«يا زَكَّا انزِلْ على عَجَل، فيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقيمَ اليَومَ في بَيتِكَ»
لم أرتفع عن هذه الأرض البائسة،
ولم أتسلّق شجرة الحكمة المرتفعة،
كما فعل زكّا العشّار،
لكي أتأمّل في ألوهيّتك.
إنّ قصر قامتي الرّوحيّ،
لم يَنمُ بالأعمال الصّالحة:
بل على العكس تمامًا، فقد زادت قامتي الرّوحية قصرًا مضطردًا،
إلى أن عدت أتغذّى بشرب "اللَّبَنِ الحَليبِ" كما الأطفال. (راجع 1كور 3: 2).
لقد طبّقت هذا المثل الإنجيلي عكسيًّا،
إذ قد تسلّقت شجرة الشّهوة،
بحبّي للأمور الدّنيويّة ذات المذاق اللّذيذ،
كما لو كنت زكّا آخر على جمّيزة أخرى.
من هنا، وبواسطة قوّة كلمتك،
أنزلني على عجلٍ على مثاله؛
تعال اسكن في بيت نفسي،
وليأتِ معك الآب والرُّح القدس.
اِجعل هذا الجسد الّذي تسبّب بالأذى لنفسي،
أن يؤدّي أربعة أضعاف ذلك خِدمةً لنفسي،
وأن يعطي نصف أملاكه،
لضميري الحرّ الّذي افتقر
كلّ هذا لكي، على حسب كلمتك الخلاصيّة الّتي وجّهتها لزكّا،
أصبح أهلاً لكي أسمع صوتك أنا أيضًا،
بكوني "أَيضاً ابنُ إِبراهيم"،
وفقًا لإيمان هذا الإنسان البارّ.
#شربل سكران بألله