الأحد الخامس من زمن القيامة : يسوع يسلّم الرعاية لبطرس
إنجيل القدّيس يوحنّا 19-15:21
بَعْدَ الغَدَاء، قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُس: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِمَّا يُحِبُّنِي هؤُلاء؟». قَالَ لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ حُمْلانِي».
قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَانِيَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ نِعَاجِي!».
قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَالِثَة: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». فَحَزِنَ بُطْرُس، لأَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ ثَلاثَ مَرَّات: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيء، وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ خِرَافِي!
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكَ: حِينَ كُنْتَ شَابًّا، كُنْتَ تَشُدُّ حِزَامَكَ بِيَدَيْكَ وتَسِيرُ إِلى حَيْثُ تُرِيد. ولكِنْ حِينَ تَشِيخ، سَتَبْسُطُ يَدَيْكَ وآخَرُ يَشُدُّ لَكَ حِزامَكَ، ويَذْهَبُ بِكَ إِلى حَيْثُ لا تُرِيد».
قَالَ يَسُوعُ ذلِكَ مُشيرًا إِلى المِيتَةِ الَّتِي سَيُمَجِّدُ بِهَا بُطْرُسُ الله. ثُمَّ قَالَ لَهُ: «إِتْبَعْنِي!».
العظة 46 عن الرّعاة، المقطع 30
«يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني أَكثَرَ مِمَّا يُحِبُّني هؤلاء؟»
إنّي أرى جميع الرُّعاة الصالحين في الرَّاعي الوحيد (راجع يو 10: 14). إنّ الرُّعاة الصّالحين، في الحقيقة، ليسوا كثر بل إنّهم واحد في الوحيد. لو كانوا كثر لكانوا انقسموا على بعض... إن أوكل الربّ قطيعه لبطرس، فإنّ ذلك كان من أجل أن يؤكّد على الوحدة في اختياره له. كان الرُّسل كثرًا، ولكن قيل لواحد "اِرْعَ خِرافي"... وفي الواقع، عندما أوكل الرّب يسوع المسيح خرافه إلى أحد شبيه به، فقد أراد منه أن يكون واحدًا معه. فالمخلّص هو الرأس، وبطرس يمثّل جسد الكنيسة (راجع كول 1: 13)... وماذا قال له قبل أن يوكل له الخراف كي لا يتقبّلها كغريب؟ "يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني أَكثَرَ مِمَّا يُحِبُّني هؤلاء؟" وبطرس أجاب: "أحبّك". ومرّة أخرى "أتحبّني؟"، ومرّة ثانية: "أحبّك". ومرّة ثالثة: "أتحبّني؟" وأجاب بطرس للمرة الثالثة "أحبّك". وكان ذلك لتشديد الحبّ، من أجل أن تتعزز الوحدة.
إذًا فإنّ الرّب يسوع هو وحده الرَّاعي من خلال الرُّعاة، وما هُم عليه هو بالرّب يسوع المسيح وحده... ما كان الربّ ليعلن بالنبي زمنًا رديئًا حين قال: "أنا سأرعى خرافي" وكأنّه ليس لديه أحد يوكلها إليه. عندما كان بطرس لا زال حيًّا، عندما كان الرُّسل بالجسد لا يزالون في هذا العالم، ألم يقل ذاك الرَّاعي الوحيد الّذي فيه يجتمع كلّ الرعاة: "ولي خِرافٌ أُخْرى لَيسَت مِن هذِه الحَظيرَة فتِلكَ أَيضاً لابُدَّ لي أَن أَقودَها وسَتُصغي إِلى صَوتي فيَكونُ هُناكَ رَعِيَّةٌ واحِدة وراعٍ واحِد" (يو 10: 16). يجب على كلّ الرُّعاة أن يكونوا واحدًا في الرّاعي. يجب عليهم كلّهم أن يُسمِعوا صوته للخراف... يجب عليهم جميعهم أن يعتمدوا اللغة نفسها، لغةً ما مِن أصوات متضاربة فيها. "أُناشِدُكُم، أَيُّها الإِخوُة، باِسمِ رَبِّنا يسوعَ المسيح، أَن تقولوا جَميعا قَولاً واحِداً وأَلاَّ يَكونَ بَينَكُمُ اختِلافات" (1كور 1: 10). يجب أن تسمع الخراف ذاك الصوت الّذي لا أثر للانقسام فيه الخالي من أيّ هرطقة، من أجل أن تتبع الراعي الّذي قال: "إِنَّ خِرافي تُصْغي إِلى صَوتي... وهي تَتبَعُني" (يو 10: 27).
#شربل سكران بألله