أحد العنصرة
إنجيل القدّيس يوحنّا 20-15:14
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «إِنْ تُحِبُّونِي تَحْفَظُوا وَصَايَاي.
وأَنَا أَسْأَلُ الآبَ فَيُعْطِيكُم بَرَقلِيطًا آخَرَ مُؤَيِّدًا يَكُونُ مَعَكُم إِلى الأَبَد.
هُوَ رُوحُ ٱلحَقِّ الَّذي لا يَقْدِرُ العَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لا يَرَاه، ولا يَعْرِفُهُ. أَمَّا أَنْتُم فَتَعْرِفُونَهُ، لأَنَّهُ مُقيمٌ عِنْدَكُم، وهُوَ فِيكُم.
لَنْ أَتْرُكَكُم يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُم.
عَمَّا قَلِيلٍ لَنْ يَرانِيَ العَالَم، أَمَّا أَنْتُم فَتَرَونَنِي، لأَنِّي أَنَا حَيٌّ وأَنْتُم سَتَحْيَون.
في ذلِكَ اليَومِ تَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا في أَبِي، وأَنْتُم فِيَّ، وأَنَا فيكُم.
رياضة في الفاتيكان 1983
«فإِنَّنا نَسمَعُهم يُحَدِّثونَ بِعَجائِبِ اللهِ بِلُغاتِنا» (أع 2: 11)
إنّ يوم العنصرة يظهر طبيعة الكنيسة الجامعة. إذ يُعلن الرُّوح القدس عن حضوره في موهبة الألسن. لقد جدّد بذلك، إنّما بطريقة معاكسة، ما حدث في بابل (راجع تك 11)، هذا التعبير عن تكبّر البشر الذين أرادوا أن يصبحوا مثل الله وأن يبنوا بقواهم الخاصّة، أي بدون الله، جسرًا نحو السماء، أي برج بابل. إنّ هذا التكبّر يؤدّي إلى الانقسامات في العالم ويرفع جدران التفريق. بسبب التكبّر، يعترف الإنسان فقط بذكائه الخاص، وبإرادته الخاصّة وبقلبه الخاص؛ من هنا، هو ليس قادرًا على فهم لغة الآخرين، ولا على سماع صوت الله.
إنّ الرُّوح القدس، المحبّة الإلهية، يفهم ويجعل الآخرين يفهمون اللغات؛ هو يخلق الوحدة في التعدّد. هكذا، ومنذ يومها الأوّل، تتكلّم الكنيسة في اللغات كلّها. هي في الحال كاثوليكيّة وجامعة. الجسر بين السماء والأرض موجود فعلاً: إنّ الصليب هو هذا الجسر، ومحبّة الله بَنَتْ هذا الجسر. إنّ بناء هذا الجسر تخطّى إمكانيّات التقنيّة. كان يجب أن يفشل هدف بابل ويجب أن يفشل؛ وحدها محبّة الله المتجسّد كان باستطاعتها تلبية هدف كهذا...
إنّ الكنيسة هي جامعة منذ اللحظة الأولى لوجودها؛ فهي تشمل اللغات كلّها. إنّ علامة اللغات تعبّر عن وجه بالغ الأهميّة لعِلم الكنيسة الأمين للكتاب المقدّس: الكنيسة الجامعة تسبق الكنائس الخصوصيّة، والوحدة تأتي قبل الأقسام. إنّ الكنيسة الجامعة ليست اندماجًا ثانويًّا للكنائس المحليّة؛ إنّ الكنيسة الجامعة الكاثوليكيّة هي التي أوجدت الكنائس الخصوصيّة، وهذه الكنائس لا يمكنها أن تبقى كنائس إلاّ من خلال الشراكة مع الكنيسة الجامعة. إضافة إلى ذلك، فإنّ الجامعيّة تقتضي تعدّد اللغات، وتوحيد الثروات البشريّة وتناغمها في محبّة المصلوب.
#شربل سكران بألله