فيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاك، رَأَى رَجُلاً جَالِسًا في دَارِ الجِبَايَة، إِسْمُهُ مَتَّى، فَقَالَ لَهُ: «إِتْبَعْنِي». فقَامَ وتَبِعَهُ.
وفيمَا يَسُوعُ مُتَّكِئٌ في البَيْت، إِذَا عَشَّارُونَ وخَطَأَةٌ كَثِيرُونَ قَدْ جَاؤُوا وٱتَّكَأُوا مَعَ يَسُوعَ وتَلامِيذِهِ.
ورَآهُ الفَرِّيسِيِّوُنَ فَأَخَذُوا يَقُولُونَ لِتَلامِيْذِهِ: «مَا بَالُ مُعَلِّمِكُم يَأْكُلُ مَعَ العَشَّارِيْنَ والخَطَأَة؟».
وسَمِعَ يَسُوعُ فَقَال: «لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيْب، بَلِ الَّذينَ بِهِم سُوء.
إِذْهَبُوا وتَعَلَّمُوا مَا مَعْنَى: أُرِيدُ رَحْمَةً لا ذَبِيْحَة! فَإنِّي مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَارَ بَلِ الخَطَأَة».
العظة 64
قال ربّنا للقدّيس متّى: "اتبعني". وقد صار هذا القدّيسُ المحبوب مثالاً للبشر أجمعين. ففي البدء كانَ خاطئًا كبيرًا كما ذُكر عنه في الإنجيل، وأصبح فيما بعد أحدَ الكبار من بين جميع أصفياء الله. لأنّ ربّنا قد تكلّم معه في عمقِ أعماقِه فترك كلّ شيء وتبعَ المعلّم. كيف لنا أن نتبع الله في الحقيقة: كلّ شيء واضح ولكي نقومَ بذلك فعلينا أن نتخلّى عن كلّ ما ليس فيه الله. فالله يحبّ القلوب؛ لا يكترثُ بكلّ ما هو ظاهر، بل ينتظرُ منّا عبادةً داخليّة حيّة. إنّ لهذه العبادة في حدّ ذاتها حقيقة أكثر من صلواتٍ كثيرة نرفعها وأكثر من تراتيل كثيرة ننشدها بصوتٍ يصلُ إلى السماوات، عبادتنا هذه حقيقيّة أكثر من أيّ صومٍ نصومُه وأكثر من أيّة سهراتٍ وممارسات تقويّة أخرى.
#شربل سكران بالله