كانَ تَلاميذُ يُوحَنَّا والفَرِّيسِيُّونَ صَائِمِين. فجَاؤُوا وقَالُوا لِيَسُوع: «لِمَاذَا تَلامِيذُ يُوحَنَّا وتَلامِيذُ الفَرِّيسيِّينَ يَصُومُون، وتَلامِيذُكَ لا يَصُومُون؟».
فقالَ لَهُم يَسُوع: «هَلْ يَسْتَطيعُ بَنُو العُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالعَريسُ مَعَهُم؟ ما دَامَ العَرِيسُ مَعَهُم لا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا.
ولكِنْ ستَأْتِي أَيَّامٌ يَكُونُ فيهَا العَريسُ قَدْ رُفِعَ مِنْ بَيْنِهِم، فحِينَئِذٍ في ذلِكَ اليَوْمِ يَصُومُون.
لا أَحَدَ يَضَعُ رُقْعَةً جَدِيدَةً في ثَوْبٍ بَالٍ، وإِلاَّ فَٱلجَدِيدُ يَأْخُذُ مِلأَهُ مِنَ البَالي، فيَصِيرُ الخِرْقُ أَسْوَأ.
ولا أَحَدَ يَضَعُ خَمْرَةً جَدِيدَةً في زِقَاقٍ عَتِيقَة، وإِلاَّ فَٱلْخَمْرَةُ تَشُقُّ الزِّقَاق، فَتُتْلَفُ الخَمْرَةُ والزِّقَاقُ مَعًا. بَلْ تُوضَعُ الخَمْرَةُ الجَدِيدَةُ في زِقَاقٍ جَدِيدَة»
مقدّمة كتاب "الأعراس الرّوحيّة"
"هُوذا العَريس! فَاخرُجْنَ لِلِقائِه!" (مت 25: 6)... العريس هو الرّب يسوع بينما العروس هي الطبيعة البشريّة التي خلقها الله "على صُورَتِه كَمِثالِه" (تك 1: 26). في البدء، وضع الله الإنسان في المكان الأكثر كرامة وبهاء وغنى وخصوبة على الأرض أي في الفردوس. وأخضع له كلّ الخليقة، وزيّنه بالنعمة، وأعطاه وصية إذا ما حفظها تجعله في وحدة دائمة مع العريس، معتقًا من كلّ ألم وعذاب ومن كلّ خطيئة. غير أنّ الشرير، العدو الجهنميّ أتى بهيئة حيّة، ممتلئًا من الحسد تجاه العريس، فخدع المرأة ومعًا خدعا الرجل وبالتّالي كلّ الطبيعة البشريّة. لقد اختطف العدو بمشورته الخاطئة الطبيعة البشريّة فسبيت الى أرض غريبة وفقيرة وبائسة ومضطهدة... لكن عندما تمّ ملء الزمن وعندما أشقق الله على عذاب حبيبته، أرسل ابنه الوحيد إلى الأرض...، في حشا مريم البتول. هنالك اقترن الابن بالطّبيعة البشريّة بتوحيدها بشخصه.
#شربل سكران بالله