جاءَ يَسُوعُ إِلى كَفَرْنَاحُوم، وَلِلْوَقْتِ دَخَلَ يَوْمَ السَّبْتِ إِلى المَجْمَعِ وأَخَذَ يُعَلِّم.
فبُهِتُوا مِنْ تَعْليمِهِ، لأَنَّهُ كانَ يُعَلِّمُهُم كَمَنْ لَهُ سُلْطَان، لا مِثْلَ الكَتَبَة.
وكَانَ في مَجْمَعِهِم رَجُلٌ فِيهِ رُوحٌ نَجِس، فَصَرَخَ
قائِلاً: «مَا لَنَا وَلَكَ، يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيّ؟ هَلْ أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا؟ أَنا أَعْرِفُ مَنْ أَنْت: أَنْتَ قُدُّوسُ الله!».
فزَجَرَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: « إِخْرَسْ! وٱخْرُجْ مِنَ الرَّجُل!».
فهَزَّهُ الرُّوحُ النَّجِسُ بِعُنْفٍ، وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَخَرَجَ مِنْهُ.
فتَعَجَّبُوا جَمِيعُهُم وَأَخَذُوا يَتَسَاءَلُونَ فيمَا بَيْنَهُم قَائِلين: «ما هذَا؟ إِنَّهُ تَعْلِيمٌ جَدِيدٌ يُعْطَى بِسُلْطَان! وهُوَ يَأْمُرُ الأَرْواحَ النَّجِسَةَ نَفْسَهَا فَتُطيعُهُ!».
وفي الحَالِ ذَاعَ صِيتُهُ في كُلِّ مَكَان، في كُلِّ أَنْحَاءِ الجَليل.ا
العظة 6 عن عب 4: 12
"إِنَّ كَلامَ اللهِ حَيٌّ ناجع، أَمْضى مِن كُلِّ سَيفٍ ذي حَدَّين" (عب 4: 12). إِنَّ كل عظمة وقوّة وحكمة كلمة الله، هذا ما أظهره الرّسول بهذه الكلمات للذين يبحثون عن الرّب يسوع المسيح، فهو كلمة اللّه وقُدرته وحكمته (راجع 1كور 1: 24)... عندما نعلن هذه الكلمة، فإنّ الصّوت الذي يلفظها يُعطي لكلمة مسموعة ظاهريًا قوّةَ كلمته المُدركة باطنيًّا. حينئذٍ يَقوم المَوتى (راجع لو 7: 22) وهذه الشهادة تُخرِج أَبناءً جددًا لإِبراهيم (راجع مت 3: 9). إنّها إذًا حيّة، هذه الكلمة. حيّة في قلب الآب، حيّة على شفاه المُبشرِّ وحيّة في القلوب المُفعمة بالإيمان والحب. وبما أنّها كلمة حيّة، لا ريب في أنّها بهذا القدر من الفعاليّة. إنّها تعمل بفعاليّة في تكوين العالم، في درايته وافتدائه. ما الذي عساه يكون بفعاليّة أو بقوّة أكبر؟ "مَن ذا الذي يُحَدِّثُ بِمَآثِرِ الرّبّ؟ مَن ذا الذي يُسمعُ تَسبِحَته كلَها؟" (مز 106[105]: 2) إنّ فعاليّة هذه الكلمة تتجلّى في أعماله؛ كما تتجلّى أيضًا في البشارة. لأنّها لا تَرجع أبدًا فارِغة، بل تأتي بالفائدة لكلّ الذين تُرسَل لهم (راجع إش 55: 11). الكلمة هي إذًا فعّالة، وأمضى من سيف ذي حدّين، عندما يتمّ تلقيّها بإيمان وحبّ. وبالفعل، ما الذي قد يكون مستحيلًا للّذي يؤمن؟ وما الذي قد يكون صعبًا للّذي يُحبّ؟
#شربل سكران بالله