قالَ الرَبُّ يَسوع لِلأَحبارِ وشُيوُخِ الشَعب: «كَانَ لِرَجُلٍ ولَدَان. فَدَنَا مِنَ الأَوَّلِ وقَال: يَا وَلَدِي، إِذْهَبِ ٱليَومَ وَٱعْمَلْ في الكَرْم.
فَأَجَابَ وقَال: لا أُرِيْد! وبَعْدَ ذلِكَ نَدِمَ وذَهَب.
ثُمَّ دَنَا مِنَ الثَّاني، وقَالَ لَهُ مَا قَالَ لِلأَوَّل. فَأَجَابَ وقَال: أَنَا ذَاهِب، سَيِّدِي! ولَمْ يَذْهَب.
فَأَيُّ الٱثْنَيْنِ عَمِلَ مَشِيْئَةَ الأَب؟». قَالُوا: «أَلأَوَّل». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ العَشَّارِيْنَ والزَّوَانِي يَسْبِقُونَكُم إِلى مَلَكُوتِ الله.
فقَدْ جَاءَكُم يُوحَنَّا يَسْلُكُ طَرِيقَ البِرّ، ولَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ. أَمَّا العَشَّارُونَ والزَّوَانِي فَآمَنُوا بِهِ. وأَنْتُم رَأَيْتُم ذلِكَ ولَمْ تَنْدَمُوا ولَو مُتَأَخِّرِين، لِتُؤْمِنُوا بِهِ.
العظة الأولى عن يوحنّا المعمدان
يبعث هذا السراج الذي ينير العالم فرحًا جديدًا في نفسي، فقد عرفت بفضله "النور الذي يشرق في الظلمات ولم تدركه الظلمات (يو 1: 5). يمكننا أن نُعجب بك، يا يوحنّا، أنتَ يا أكبر القدّيسين؛ ولكن من المستحيل أن نقتدي بقداستك. بما أنّك تسرع في تهيئة شعب مثالي للربّ، شعب يضمّ جباة الضرائب والخطأة، فمن الضروري أن تتوجّه إليهم عبر طريقة يمكنكم فهمها، لا عبر حياتك. اقترح عليهم نموذج كمال غير مرتكز على نمط حياتك، بل متكيّف مع الضعف البشري. "فأثمروا إذًا ثمرًا يدلّ على توبتكم" (مت 3: 8). أمّا نحن يا إخوتي، فإنّنا نمجّد أنفسنا بالكلام أكثر منه بالعمل. أمّا يوحنا الذي عاش حياة أروع ممّا يمكن أن يفهمه البشر، فقد عدّل لغته لتتناسب مع ذكائهم وقال: "اثمروا ثمرًا يدلّ على توبتكم!"، ها أنا أكلّمكم حسب طريقة البشر بسبب ضعف الجسد. إن كنتم ما تزالون عاجزين عن فعل الخير بالملء، فليكن في داخلكم على الأقلّ توبة حقيقية عن الشرّ. إن كنتم ما تزالون عاجزين عن إنتاج ثمار العدالة المثاليّة، فليكن كمالكم الآن مقتصرًا على إنتاج ثمار التوبة.
#شربل سكران بالله