قالَ الربُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وخَرَجْنَ إِلى لِقَاءِ العَريس،
خَمْسٌ مِنْهُنَّ جَاهِلات، وخَمْسٌ حَكِيمَات.
فَالجَاهِلاتُ أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ ولَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتًا.
أَمَّا الحَكِيْمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا في آنِيَةٍ مَعَ مَصَابِيْحِهِنَّ.
وأَبْطَأَ العَريسُ فَنَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ، ورَقَدْنَ.
وفي مُنْتَصَفِ اللَّيل، صَارَتِ الصَّيحَة: هُوَذَا العَريس! أُخْرُجُوا إِلى لِقَائِهِ!
حينَئِذٍ قَامَتْ أُولئِكَ العَذَارَى كُلُّهُنَّ، وزَيَّنَّ مَصَابِيحَهُنَّ.
فقَالَتِ الجَاهِلاتُ لِلحَكيمَات: أَعْطِينَنا مِنْ زَيتِكُنَّ، لأَنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئ.
فَأَجَابَتِ الحَكيمَاتُ وقُلْنَ: قَدْ لا يَكْفِينَا ويَكْفِيكُنَّ. إِذْهَبْنَ بِالأَحْرَى إِلى البَاعَةِ وٱبْتَعْنَ لَكُنَّ.
ولَمَّا ذَهَبْنَ لِيَبْتَعْنَ، جَاءَ العَريس، ودَخَلَتِ المُسْتَعِدَّاتُ إِلى العُرْس، وأُغْلِقَ البَاب.
وأَخيرًا جَاءَتِ العَذَارَى البَاقِيَاتُ وقُلْنَ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، ٱفْتَحْ لَنَا!
فَأَجَابَ وقَال: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ، إِنِّي لا أَعْرِفُكُنَّ!
إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ اليَوْمَ ولا السَّاعَة.
العظة 93
لقد أرادت العذارى العشر جميعًا استقبال العريس. وما معنى استقبال العريس؟ هو الذهاب للقائه من كلّ القلب، والعيش في انتظار قدومه. لكنّه أبطأ في المجيء، "فنَعَسنَ جَميعًا ونِمْنَ."... ما معنى هذا الكلام: "نَعِسْنَ جميعًا"؟ هناك رقاد لا يمكن لأحد أن يقاومه. تذكّروا كلام بولس الرسول: "ولا نُريدُ، أَيُّها الإِخوَة، أَن تَجهَلوا مَصيرَ الأَموات "(1تس 4: 13)، أي الرَّاقدين... إذًا فإنّ العذارى جميعًا قد نِمْنَ. أتظنّون أنّ العذراء العاقلة يمكن أن تفلت من الموت؟ كلاّ، سواء كنّ عاقلات أم جاهلات، سوف يرقدن جميعًا رقاد الموت... "وعِندَ نِصْفِ اللَّيل، عَلا الصِّياح". ما معنى ذلك؟ في وقت لا يعرفُه أحد، لا ينتظرُه أحد... سيأتي في الوقت الذي لا تتوقّعونَه. لماذا سيأتي على هذا النحو؟ لأنّ الربّ قد قالَ: "لَيَس لَكم أَن تَعرِفوا الأَزمِنَةَ والأَوقاتَ الَّتي حَدَّدَها الآبُ بِذاتِ سُلطانِه" (أع 1: 7). وأضاف بولس الرَّسول: "إنَّ يَومَ الرَّبِّ يَأتي كَالسَّارِقِ في اللَّيل" (1تس 5: 2). لذا، اسهروا في الليل، لئلاّ يفاجئكم السارق. لأنّه سواء شئتُم أم أبَيتُم، سيأتي رقاد الموت لا محال. وبالرغم من ذلك، لن يحصل هذا إلاّ متى سُمعَ صياحٌ في منتصف الليل! ما هو هذا الصِّياح؟ أليس الصِّياح الذي قالَ عنه بولس الرَّسول: "في لَحْظَةٍ وطَرْفةِ عَين، عِندَ النَّفْخِ في البُوقِ الأَخير. لأَنَّه سيُنفَخُ في البُوق، فيَقومُ الأَمواتُ غَيرَ فاسِدين ونَحنُ نَتَبدَّلُ" (1كور 15: 52)؟ بعد هذا الصِّياح الذي سيُدوّي عند نصف الليل والقائل: "هُوذا العَريس! فَاخرُجْنَ لِلِقائِه!"، ماذا حصل إذًا؟ "قامَت أُولِئكَ العَذارى جميعًا وهَيَّأنَ مَصابيحَهُنَّ".
#شربل سكران بالله