إنجيل القدّيس لوقا 15-12:14
قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِلَّذي دَعَاه إِلى تنَاولِ الطَعَام: «إِذَا صَنَعْتَ غَدَاءً أَوْ عَشَاءً، فَلا تَدْعُ أَصْدِقَاءَكَ، ولا إِخْوَتَكَ، وَلا أَنْسِباءَكَ، وَلا جِيرانَكَ الأَغْنِيَاء، لِئَلاَّ يَدْعُوكَ هُمْ أَيْضًا بِالمُقَابِل، وَيَكُونَ لَكَ مُكافَأَة.
بَلْ إِذَا صَنَعْتَ وَلِيمَةً فٱدْعُ المَسَاكِين، وَالمُقْعَدِين، والعُرْج، وَالعُمْيَان.
وَطُوبَى لَكَ، لأَنَّهُم لَيْسَ لَهُم مَا يُكَافِئُونَكَ بِهِ، وَتَكُونُ مُكَافَأَتُكَ في قِيَامَةِ الأَبْرَار».
وَسَمِع أَحَدُ المَدْعُوِّينَ كَلامَ يَسُوعَ فَقالَ لَهُ: «طُوبَى لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزًا في مَلَكُوتِ الله!».
عظة عن محبّة الفقراء
«وَلَكِن إِذا أَقَمتَ مَأَدُبَة، فَٱدعُ ٱلفُقَراءَ وَٱلكُسحانَ وَٱلعُرجانَ وَٱلعُميان»
إنّ الله تأثّر عندما رأى الشدّة الكبيرة التي عانى منها الإنسان فأعطاه الشّريعة والأنبياء، بعد أن منحه شريعة الطّبيعة غير المكتوبة (راجع رو 1: 26)...؛ وفي النهاية، سلّم الله ذاته مقابل حياة العالم. لقد جاد علينا بالرُّسل والإنجيليين والملافنة والرّعاة ونِعَم الشّفاء والمعجزات. لقد أعادنا إلى الحياة ودمّر الموت وانتصر على من هزمنا، أعطانا العهد بصورته المبشّرة والعهد بالحقيقة ومواهب الرُّوح القدس وسرّ الخلاص الجديد...
إنّ الله يُغدق علينا بالمحاسن الرّوحية، إن كنّا نريد أن نتلقّاها: لا تتوانَ عن تقديم المساعدة إلى الذين يحتاجون إليها. اعطِ بشكل خاص لمن يطلب منك، وحتى قبل أن يطلب، انشر من دون كلل العقيدة الرّوحيّة كعمل خير... وفي حال عدم توفّر هذه المواهب، قدِّم له خدمات متواضعة أكثر: أعطِه مأكلًا، قدِّم له ثيابًا قديمة، زوِّده بالأدوية، ضمِّد جراحه، اسأله عن محنه، علّمه الصّبر. اقترب منه من دون خوف. فما من خطر أن تجد نفسك في أسوء حال جرّاء ذلك أو أن تصاب بمرضه... اتّكِلْ على الإيمان؛ فلْتنتصِر المحبّة على تحفّظاتك... لا تزدرِ إخوتك، لا تّبقَ أصمًّا لنداءاتهم، لا تهرب منهم. أنتم أعضاء جسد واحد (راجع 1 كور 12: 12)، حتّى لو كان هو مهشّمًا بسبب البؤس؛ فكما إلى الله، "إِلَيكَ البائِسُ يُسَلِّمُ أَمرَه" (مز 10: 14).
#شربل سكران بألله