إنجيل القدّيس لوقا 35-25:14
كانَ جُمُوعٌ كَثِيرُونَ سَائِرِينَ مَعَ يَسُوع، فٱلْتَفَتَ وَقالَ لَهُم:
«إِنْ يَأْتِ أَحَدٌ إِليَّ وَلا يُبْغِضْ أَبَاهُ، وَأُمَّهُ، وٱمْرَأَتَهُ، وَأَوْلادَهُ، وَإِخْوَتَهُ، وَأَخَوَاتِهِ، حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا، لا يَقْدِرْ أَنْ يَكُونَ لي تِلْمِيذًا.
وَمَنْ لا يَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتَبعْنِي، لا يَقْدِرْ أَنْ يَكُونَ لي تِلْمِيذًا.
فَمَنْ مِنْكُم يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بُرْجًا، وَلا يَجْلِسُ أَوَّلاً فَيَحْسُبُ نَفَقَتَهُ، إِنْ كَانَ عِنْدَهُ مَا يَكْفِي لإِكْمَالِهِ؟
لِئَلاَّ يَضَعَ الأَسَاسَ وَيَعْجَزَ عَنْ إِتْمَامِهِ، فَيَبْدَأَ جَمِيعُ النَّاظِرينَ يَسْخَرُونَ مِنْهُ
وَيَقُولُون: هذَا الرَّجُلُ بَدَأَ بِبِنَاءٍ وَعَجِزَ عَنْ إِتْمَامِهِ.
أَوْ أَيُّ مَلِكٍ يَنْطَلِقُ إِلى مُحَارَبَةِ مَلِكٍ آخَرَ مِثْلِهِ، وَلا يَجْلِسُ أَوَّلاً وَيُفَكِّرُ هَلْ يَقْدِرُ أَنْ يُقَاوِمَ بِعَشَرَةِ آلافٍ ذَاكَ الآتِيَ إِلَيْهِ بِعِشْرِينَ أَلْفًا؟
وَإِلاَّ فَمَا دَامَ ذَاكَ بَعِيدًا عَنْهُ، يُرْسِلُ إِلَيْهِ وَفْدًا يَلْتَمِسُ مَا يَؤُولُ إِلى السَّلام.
هكذَا إِذًا، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُم لا يَتَخَلَّى عَنْ كُلِّ مُقْتَنَيَاتِهِ، لا يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا.
جَيِّدٌ هُوَ المِلْح، وَلكِنْ إِذَا فَسُدَ المِلْح، فَبِمَاذَا يُعَادُ إِلَيْهِ طَعْمُهُ؟
فَلا يَصْلُحُ لِلأَرْضِ وَلا لِلْمِزْبَلة، فَيُطْرَحُ خَارِجًا. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ سَامِعَتَانِ فَلْيَسْمَعْ!.»
حياة القدّيس فرنسيس
«مَن أَتى إِلَيَّ وَلَم يَرغَب عَن أَبيهِ وَأُمِّهِ وَٱمَرأَتِهِ وَبَنيهِ وَإِخوَتِهِ وَأَخواتِهِ، بَل عَلى نَفسِهِ أَيضًا، لا يَستَطيعُ أَن يَكونَ لي تِلميذًا»
كان والد القدّيس فرنسيس يريد أن يَمثل ابنه أمام الأسقف ليتخلّى عن جميع حقوقه كوريث، وليعيد له كلّ ما كان يمتلكه حتّى ذلك الحين. وافق فرنسيس على هذا الإجراء بصفته مُحِبًّا حقيقيًّا للَفقر، ومَثَل أمام محكمة الأسقف، وبدون أي تأخير أو تردّد، بدون انتظار أي أمر أو طلب أي تفسير، خلع جميع ملابسه وأعادها لوالده... مُمتلئًا حَماسة ومدفوعًا بالثمل الرُّوحي، خلع سرواله الداخلي أيضًا، ووقف عاريًا تمامًا أمام الحضور وقال لوالده: "حتّى الآن، ناديتك أبي على الأرض؛ من الآن فصاعدًا، يمكنني القول بكلّ ثقة: أبانا الذي في السماوات، بما أنّني أوكلته بكنزي ومنحته إيماني".
بكى الأسقف الذي كان رجلاً قدّيسًا ولائقًا جدًّا، من شدّة إعجابه برؤية الإفراط الذي أوصله إليه حبّه لله؛ فوقف، وأخذ الشاب بين ذراعيه، وألبسه معطفه وطلب إحضار ثياب له. فأُعطِي المعطف الصوفي الرثّ العائد لمزارع في خدمة الأسقف. أخذه فرنسيس بكلّ امتنان، ثمّ التقط قطعة جصّ عن الطريق ورسم صليبًا؛ كان هذا الرداء يشبه هذا الرجل المصلوب، هذا المسكين شبه العاري. هكذا تُرِك خادم الملك العظيم عاريًا ليمشي خلف ربّه الذي عُلِّق عاريًا على الصليب.
#شربل سكران بألله