إنجيل القدّيس لوقا 9-6:12
قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَلا تُبَاعُ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ بِفَلْسَين، ووَاحِدٌ مِنْهَا لا يُنْسَى أَمَامَ الله؟
إِنَّ شَعْرَ رَأْسِكُم كُلَّهُ مَعْدُود، فَلا تَخَافُوا! إِنَّكُم أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَة.
وَأَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِي أَمَامَ النَّاس، يَعْتَرِفُ بِهِ ٱبْنُ الإِنْسانِ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله.
وَمَنْ أَنْكَرَني أَمَامَ النَّاس، يُنْكَرُ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله.
الحوار، 18
«بَل شَعرُ رُؤوسِكُم نَفسُهُ مَعدودٌ بِأَجمَعِهِ»
قالَ لي الله: لا يستطيعُ أحد أن يفلتَ من يديّ. لأنّي "أَنا هُوَ ٱلكائِن" (خر 3: 14). أمّا أنتم، فلَستم كائنين بحدّ ذواتكم، أنتم كائنون بقدر ما أنا صَنعتُكم. أنا خالق كلّ الأشياء التي تشاركُ في الكيان، ما عدا الخطيئة التي ليسَتْ كائنةً، وبالتالي لستُ أنا خالقَها. وبما أنّها ليسَتْ فيّ، فهي ليسَتْ أهلاً لأن تُحَبّ. فالإنسانُ لا يهينُني إلاّ بقدر حبّه لما يجب ألاّ يُحِبّ، أي الخطيئة... يستحيلُ على البشر أن يكونوا خارجًا عنّي. فإمّا يمكثون فيّ، وفي قبضة العدالة التي تجازي أخطاءَهم، أو يمكثون فيّ تحت حماية رحمتي. افتَحي عينَ ذكائكِ وانظري إلى يدي. سترينَ أنّي قلتُ لكِ الحقيقة.
لذا، فتحْتُ عينَ نفسي طاعةً للآب القدير، ورأيتُ الكون كلّه محتجزًا في هذه اليد الإلهيّة. وقالَ لي الله: يا ابنتي، انظري الآن واعلَمي أنّ أحدًا لا يستطيع أن يفلتَ منّي. فالجميع هنا في قبضة العدالة أو الرحمة؛ فهم لي، أنا خلَقتُهم، وأحبُّهم حبًّا لا متناهيًا. مهما كان شرّهم، سأرحمُهم من أجل عبّادي، وسأستجيبُ لصلاتِكِ التي رَفعتِها بهذا الحبّ وبهذا الألم الكبيرين.
عندئذٍ، كانَتْ نفسي مُشتعلةً بحرارة توقِها العظيم، وكأنّها سكرى وخارجة عن ذاتِها، وكانَتْ تشعرُ بالسعادة وبالألم في آنٍ واحدٍ. سعيدةٌ لاتّحادِها بالله، مُتذوِّقةً صلاحَه وفرحَه وغارقةً في رحمتِه. متألّمةً أيضًا، لرؤية هذا الصلاح مُهانًا.
#شربل سكران بألله