إنجيل القدّيس متّى 42-38:12
أَجَابَ بَعْضُ الكَتَبَةِ والفَرِّيِسِيِّينَ يَسوعَ قَائِلين: «يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَة».
فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «جِيْلٌ شِرِّيرٌ فَاجِرٌ يَطْلُبُ آيَة، ولَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيّ.
فكَمَا كَانَ يُونَانُ في بَطْنِ الحُوتِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وثَلاثَ لَيَال، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ في قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاثةَ أَيَّامٍ وثَلاثَ لَيَال.
رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذَا الجِيلِ ويَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان!
مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذَا الجِيلِ وتَدِينُهُ، لأَنَّهَا جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان!
نشيد بعنوان "نينوى"، § 4-17
«لأَنَّهم تابوا بِإِنذارِ يُونان، وههُنا أَعظَمُ مِن يُونان»
لنتأمل فيما حدث لسكان نينوى... لنسمع ما فعلوا. بعد الإعلان المخيف الذي أطلقه يونان أمام هذا الشعب الجشع والسكّير... أسرع السكان كعمّال ماهرين الى وضع أسس صلبة لمدينتهم، هذه الأسس الّتي كانت قد زعزعتها أعمالهم الشريرة، فكان الأساس المتين الذي اختاروه هو... التوبة.
بعد أن غسلوا دناسة مدينتهم بفيضٍ من الدموع، زيّنوها بصلاتهم، فنالت نينوى التّائبة رضى الرّب الرَّحوم. لأنها وهبت جمال قلبها لمن هو "فاحِص القُلوبِ والكُلى" (مز 7: 10)... لقد رجعت نينوى الى مَن يحبّها، مُبلّلة بزيت الأعمال الحسنة، ومُعطّرة برائحة الصوم... فاحتضن توبتها.
إنّ مَلِكها، رجل حكيم...، فقد أحضر الحيوانات والقطعان كمن يبغي تقدمتها كمهر، وهو يقول: "أقَدم لك كل شيء، يا إلهي ومخلصي: صالِح فقط وأحِلَّ رضاك على التي زنت، على التي خانت... طهارتك: لأنها الآن بملء حبّها، تقدّم لك كهديّة توبتها...
"إذا كنتُ، أنا الملك ذا سلطان، قد خطئت، فاضربني لوحدي وأشفق على الآخرين. أمّا إذا كنّا قد سقطنا كلّنا، فاسمع صوت الجميع... وليحّل عونك علينا فيضمحل كلّ خوف. لم يعد يخيفنا شيء إذا قبلت ما سنقدّمه، أي توبتنا".
"إنّ نينوى، المتمردة، ترتمي تحت قدميكَ، وأنا، الملك الحقير وخادمك الحقير، بما أني لم أعد أستحّق العرش سأجلس على الرماد (راجع يو 3: 6) ولأني شتمت التاج فسأرشّ الرّماد على رأسي. وبما أني لا أستحق الأرجوان فقد ارتديت مِسحًا ورفعت صراخ الندّب. فلا تحتقرني إذاً بل ألقِ نظرك علينا، يا مخلّصي. واقبل توبتنا"...
"يا ابن الله الأوحد، أنت مَن يفعل ما يريده محبّيك. احمهم برحمتك... كما رحمت أهل نينوى في الماضي، ارفع اليوم الحكم عمَن ينشدون اجلالاً لكَ. وهبني الغفران مكافأة لاعترافي... ليس لدي أعمال تليق بمجدك، يا مخلصي. فخلّصني أقلّه من أجل كلمات ندامتي، أنت مَن يحل التوبة."
#شربل سكران بألله