إنجيل القدّيس متّى 10.5-1:18
في تِلْكَ السَّاعَة، دَنَا التَّلامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وقَالُوا: «مَنْ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات؟».
فَدَعَا يَسُوعُ طِفْلاً، وأَقَامَهُ في وَسَطِهِم،
وقَال: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات.
فَمَنْ وَاضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الطِّفْلِ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات.
ومَنْ قَبِلَ بِٱسْمِي طِفْلاً وَاحِدًا مِثْلَ هذَا فَقَدْ قَبِلَني.
أُنْظُرُوا، لا تَحْتَقِرُوا أَحَدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ مَلائِكتَهُم في السَّمَاوَاتِ يُشَاهِدُونَ كُلَّ حِينٍ وَجْهَ أَبِي الَّذي في السَّمَاوَات.
العظة 12 حول المزمور 91[90]
«ها أَنا مُرسِلٌ أَمامَكَ مَلاكًا لِيَحفَظَكَ في الطَّريق ويأَتِيَ بِكَ إِلى المَكانِ الَّذي أَعدَدتُه» (خر 23: 20)
"لأَنَّه أَوصى مَلائِكَتَه بِكَ لِيَحفَظوكَ في جَميعِ طرقِكَ" (مز91[90]: 11). كم هو مقدار الاحترام الذي ينبغي أن تثيره فيك هذه الكلمة، والحماس الذي يجب أن تلده، والثقة التي يجب أن تلهمك إيّاها! الاحترام بسبب حضور ملائكة الرّب، الحماس بسبب إحسانهم، والثقة بسبب يقظتهم... هم إذًا هنا، قربك، وليس فقط معك، بل لأجلك. هم هنا لحمايتك، ولنجدتك. ماذا تردّ للربّ لأجل كلّ ما أعطاك؟ (راجع مز 116[115]: 3). له وحده ينبغي التمجيد والإجلال لهذا العون. إنّه هو الذي أعطاهم هذا الأمر. "كلّ هبة كاملة" (راجع يع 1: 17) لا يمكن أن تأتي إلّا منه. ولكن ومع ذلك لا يمكننا الاستغناء عن الامتنان للملائكة، وذلك بسبب المحبّة الكبيرة التي بها يطيعون وحاجتنا الكبرى لمساعدتهم.
لنمتلئ إذًا بالاحترام والامتنان لهذه اليقظة من ناحيتهم. لنحبّهم بالمقابل ونُجِلّهم على قدر ما نستطيع، وبقدر ما يجب... في الله فلنحبّ ملائكته، بوعينا أنّهم سوف يكونون يومًا الورثة معنا ومِن الآن وحتى ذلك الحين فإنّ الآب يُعِدّ ويأمر بأن يكونوا لنا مرشدين ومربّين. لأنّنا "منذ الآن نحن أبناء الله" ولو أنّ ذلك لا يظهر بعد بوضوح (راجع 1يو 3: 2)، إذ ما زلنا بعد أولادًا خاضعين لوكلاء ومربّين، ونبدو الآن غير مختلفين بشيء عن الخدّام.
ومع ذلك فإنّه حتّى ولو بَدَونا صغارًا لهذا الحدّ ولو كانت طويلة وخطرة جدًّا الطريق التي علينا أن نجتازها، ممَّ علينا أن نخاف في ظلّ هكذا حراسة جيّدة؟... الملائكة أوفياء، هم حكماء، وقديرين؛ ممّ علينا أن نخاف؟ دعونا فقط نتبعهم، لنتعلّق بهم، وسوف نبقى تحت حماية إله السماء.
#شربل سكران بألله