إنجيل القدّيس لوقا 30-26:17
قالَ الربُّ يَسوع: «كمَا كانَ في أَيَّامِ نُوح، هكذَا يَكُونُ في أَيَّامِ ٱبْنِ الإِنْسَان:
كانَ النَّاسُ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون، وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُون، إِلى يَوْمَ دَخَلَ نُوحٌ السَّفِينَة. فَجَاءَ الطُّوفَانُ وأَهْلَكَهُم أَجْمَعِين.
وكَمَا كانَ أَيْضًا في أَيَّامِ لُوط: كانَ النَّاسُ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون، وَيَشْتَرُونَ وَيَبيعُون، وَيَغْرِسُونَ وَيَبْنُون.
ولكِنْ يَوْمَ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُوم، أَمْطَرَ اللهُ نَارًا وَكِبْرِيتًا مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَهُم أَجْمَعين.
هكَذَا يَكُونُ يَوْمَ يَظْهَرُ ٱبْنُ الإِنْسَان.
العظة 11 عن نشيد الأناشيد
«كانَ النَّاسُ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون، وَيَشْتَرُونَ وَيَبيعُون»
قدّم الربّ إلى تلاميذه توصيات كبيرة لكي تَنفض أنفسهم كلّ ما هو أرضيّ في الطبيعة، كما تُنفَضُ الغبار، وترتفعَ بذلك إلى الرغبة في الحقائق التي تفوق الطبيعة. هذا ما يلزم حين نتطلّع إلى حياة العُلى، يجب أن نكون أقوى من النوم، وأن نكون يَقِظين على الدّوام... أنا أتكلّم عن هذا الخدر الذهني الذي يظهر عند الغارقين في أكاذيب هذه الحياة من خلال تلك الأحلام الوهميّة المتمثِّلة بالأمجاد الباطلة، والغنى، والسلطة، والبذخ، وإغراءات الملذّات، والطموح، والعطش إلى اللذّة والغرور وكلّ ما يسعى إليه بطريقة جنونيّة الأشخاص السطحيّون بدافع من خيالهم. لكنّ هذه الأمور كلّها تذهب أدراج الريح مع مرور الزمن الزائل؛ كما أنّها تندرج في مجال حبّ الظهور...؛ فهي لا تكاد تبرز إلى الوجود، حتّى تختفي كالأمواج في البحار...
ولكي تتخلَّص أنفسنا من هذه الأوهام، دعانا الكلمة الإلهيّ إلى أن نطرد من عيون أنفسنا هذا السبات العميق، لئلاّ ننجرف بعيدًا عن الحقائق الصحيحة من خلال التمسّك بكلّ ما هو زائل. لذا، اقترحَ علينا أن نكون يَقظين حين قالَ: "لِتَكُنْ أَوساطُكُم مَشدودة، ولْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَة" (لو 12: 35). فالنور الذي يلمع أمام العيون يُبعد النعاس، والأوساط المشدودة بالحزام تمنع الجسد من الاستغراق في النوم... مَن يتّخذُ من الاعتدال حزامًا له، يعيشُ في نور الضمير الحيّ؛ وتنيرُ الثقة البنويّة حياته كالسراج... إن عشنا بهذه الطريقة، سندخل في حياة مماثلة لحياة الملائكة.
#شربل سكران بألله