ذَهَبَ الفَرِّيسِيُّونَ فتَشَاوَرُوا لِكَي يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَة.
ثُمَّ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلامِيذَهُم مَعَ الهِيرُودُوسِيِّينَ قَائِلين: «يَا مُعَلِّم، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِق، وأَنَّكَ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ بِالحَقّ، ولا تُبَالِي بِأَحَد، لأَنَّكَ لا تُحَابِي وُجُوهَ النَّاس.
فَقُلْ لَنَا: مَا رَأْيُكَ؟ هَلْ يَجُوزُ أَنْ نُؤَدِّيَ الجِزْيَةَ إِلى قَيْصَرَ أَم لا؟».
وعَرَفَ يَسُوعُ مَكْرَهُم فَقَال: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونِي، يَا مُراؤُون؟
أَرُونِي نُقُودَ الجِزْيَة». فَقَدَّمُوا لَهُ دِيْنَارًا.
فَقَالَ لَهُم: «لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ والكِتَابَة؟».
قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَر». حَينَئِذٍ قَالَ لَهُم: «أَدُّوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ إِلى قَيْصَرَ ومَا للهِ إِلى الله».
فَلَمَّا سَمِعُوا تَعَجَّبُوا وتَرَكُوهُ وَمَضَوا.
تعليم رقم 11: 1-4
كتب موسى في الشريعة: "قالَ الله: لِنَصنَعِ الإِنسانَ على صُورَتِنا كَمِثالِنا" (تك 1: 26). من فضلكم، تأمّلوا في أهميّة كلمة الله هذه. فإنّ الله الكليّ القدرة، وغير المرئي وغبر المُدرَك، خلق الإنسان من التراب وعظّمه حين صنعه على صورته. فما هو القاسم المشترك بين الله والإنسان؟ بين التراب والرُّوح؟ لأن "اللهَ رُوح" (يو 4: 24). إذًا، هذا تقدير كبير للإنسان أن يكون الله قد وهبه صورة أزليّته والتشابه في حياته. تكمن عظمة الإنسان في كونه على صورة الله، شرط أن يحتفظ بهذه الصورة.ما دامت النّفس تمارس الفضائل المزروعة في داخلها، فهي ستكون على مثال الله. لقد علّمنا الله أنّه علينا أن نعيد له الفضائل كلّها التي وضعها في داخلنا عندما خلقنا. لقد طلب منّا أوّلاً أن نحبّ الله: "أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بكُلِّ قَلبكَ كلِّ نَفسِكَ كلِّ قُوَّتكَ" (تث 6: 5 + مت 22: 37) لأنّه "هو أحبّنا" (1يو4: 10) منذ البدء، حتّى قبل أن يخلقنا. إذًا، إنّ محبّة الله هي تجديد صورته في داخلنا. وبذلك، يحبّ الله مَن يحفظ وصاياه...علينا إذاً أن نعكس لربّنا ولأبينا صورة قداسته الطاهرة، لأنّه قدّوس وقد قال: "كونوا قِدِّيسينَ لأَنِّي أَنا قُدُّوس" (لا 11: 45)؛ بكلّ محبّة، لأنّه محبّة، وقد قال يوحنا: "اللهَ مَحَبَّة" (1يو 4: 8)؛ بكل حنان وصدق، لأنّ الله صالح وحقيقي. دعونا لا نكون رسّامين لصورة مجهولة... ولنترك الرّب يسوع المسيح يرسم صورته في داخلنا، كي نُبعد عنّا صورة الأنانيّة.
#شربل سكران بالله