04 Oct
04Oct


إنجيل القدّيس يوحنّا 30-24:5

قالَ الربُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَتِي ويُؤْمِنُ بِمَنْ أَرْسَلَنِي، يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ولا يَأْتِي إِلى دَيْنُونَة، بَلْ قَدِ ٱنْتَقَلَ مِنَ المَوتِ إِلى الحَيَاة.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: تَأْتِي سَاعَةٌ، وهِيَ الآن، فيهَا يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ٱبْنِ الله، ويَحْيَا الَّذِينَ يَسْمَعُون.
فَكَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ الحَيَاةُ في ذَاتِهِ، كَذلِكَ أَعْطَى الٱبْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ الحَيَاةُ فِي ذَاتِهِ.
وأَعْطَاهُ سُلْطَانًا بِهِ يَدِين، لأَنَّهُ ٱبْنُ الإِنْسَان.
لا تَتَعَجَّبُوا مِنْ هذَا! إِنَّهَا تَأْتِي سَاعَة، فِيهَا يَسْمَعُ صَوْتَهُ كُلُّ مَنْ فِي القُبُور،
فَيَخْرُجُ الَّذِينَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِلى قِيَامَةِ الحَيَاة، والَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَة.
أَنَا لا أَقْدِرُ أَنْ أَعْمَلَ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي: كَمَا أَسْمَعُ أَدِين، ودَيْنُونَتِي عَادِلَة، لأَنِّي لا أَطْلُبُ مَشيئَتِي، بَلْ مَشيئَةَ مَنْ أَرْسَلَنِي.

القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

العظة 98

«تأتي ساعةٌ وَهيَ الآنَ، حينَ يَسمَعُ الأمواتُ صَوتَ ابنِ اللهِ»

"استَيقِظْ أيّها النائمُ وَقُمْ مِنَ الأمواتِ فَيُضيءَ لَكَ المسيحُ" (أف 5: 14). غالبًا ما نقول عن أولئك الذين هم ظاهريًّا أموات أنّهم نائمون؛ وهم فعلاً نائمون جميعًا لذاك الذي يستطيع أن يوقظهم. فالميتُ يكون فعلاً ميتًا بالنسبة إليك: فعبثًا تحاول أن تضربه أو أن تهزّه، لكنّه لا يستيقظ. أمّا بالنسبة إلى الرّب يسوع المسيح، ذاك الذي أمرَه قائلاً: "قُمْ!"، لم يكن سوى نائمًا فجلسَ للتوّ (لو 7: 14). إنّه لمن السهل إيقاظ المُستغرق في النوم من فراشه؛ والأسهل من ذلك، أن يوقظَ الرّب يسوع المسيح الميت ويقيمه من قبره."يا سيّد، قد أنتَنَ لأنّ لَهُ أربَعَةَ أيّامٍ" (يو 11: 39). لكنّ الربّ الذي يسهل عليه كلّ شيء أتى. وأمام صوت المُخلِّص، تفكّكت القيود كلّها، كما ارتجفت قوّات مثوى الأموات وظهر لعازر حيًّا... بالنسبة إلى إرادة المسيح المُحيِيَة، حتّى هذا الميت منذ أربعة أيّام لم يكن سوى نائمًا.لكن فكّر في طبيعة هذه القيامة. لعازار الخارج من القبر كان ما يزال عاجزًا عن المشي. إذًا، فقد أمر الربّ تلاميذه قائلاً: "حُلّوهُ وَدَعوهُ يَذْهَب". كان الرّب يسوع المسيح قد أقامَه من الموت؛ أمّا هم، فقد حرّروه من قيوده. لقد ظهرت العظمة الحقيقيّة لله الذي يقيم الأموات في هذه القصّة: إنّ كلمة الحياة (راجع 1يو 1: 1) يعظ أولئك المكبّلين بعاداتهم السيّئة... بعد تعرّض هؤلاء الخاطئين للتوبيخ الشديد، يعودون إلى عمق ذواتهم؛ ويبدؤون بمراجعة حياتهم ويشعرون بثقل عاداتهم السيّئة. فيخجلون ويقرّرون تغيير نمط حياتهم: منذ تلك اللحظة، يعودون إلى الحياة لأنّهم أدانوا نمط حياتهم السابق. لكن رغم أنّهم أصبحوا أحياء مجدّدًا، فهم ليسوا قادرين بعد على المشي؛ لذا، يجب حلّ قيودهم. هذه هي المهمّة التي أوكلها الله لرُسُله حين قال لهم: "َكُلُّ ما تَحلّونَهُ على الأرضِ يَكونُ مَحلولاً في السماءِ" (مت 18: 18).




#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.