08 Oct
08Oct


إنجيل القدّيس لوقا 19-12:6

في تِلْكَ الأَيَّام، خَرَجَ يَسُوعُ إِلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي، وَأَمْضَى اللَّيْلَ في الصَّلاةِ إِلى الله.
ولَمَّا كانَ النَّهَار، دَعَا تَلامِيذَهُ وٱخْتَارَ مِنهُمُ ٱثْنَي عَشَرَ وَسَمَّاهُم رُسُلاً، وَهُم:
سِمْعانُ الَّذي سَمَّاهُ أَيضًا بُطرُس، وأَنْدرَاوُس أَخُوه، ويَعْقُوب، وَيُوحَنَّا، وَفِيلِبُّس، وبَرْتُلْمَاوُس،
ومَتَّى، وَتُومَا، وَيَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى، وَسِمْعَانُ المُلَقَّبُ بِالغَيُور،
ويَهُوذَا بنُ يَعْقُوب، ويَهُوذَا الإسْخَريُوطِيُّ الَّذي صَارَ خَائِنًا.
وَنَزلَ يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ، ووَقَفَ في مَكانٍ سَهْل، وكانَ هُناكَ جَمْعٌ كَثيرٌ مِن تَلامِيذِهِ، وَجُمْهُورٌ غَفيرٌ مِنَ الشَّعْب، مِن كُلِّ اليَهُودِيَّة، وأُورَشَليم، وَسَاحِلِ صُورَ وصَيْدا،
جَاؤُوا لِيَسْمَعُوه، ويُشْفَوا مِن أَمْراضِهِم. والمُعَذَّبُونَ بِالأَرْوَاحِ النَّجِسَةِ كَانُوا هُم أَيضًا يُبرَأُون.
وكانَ الجَمْعُ كُلُّهُ يَطْلُبُ أَنْ يَلْمُسَهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنهُ وَتَشْفِي الجَمِيع.

القدّيس كيرِلُّس (380 - 444)، بطريرك الإسكندريّة وملفان الكنيسة

شرح لإنجيل القدّيس يوحنا، 3، 130

«ولـمَّا طَلَعَ الصَّباح دعا تَلاميذَه، فاختارَ مِنهُمُ اثَنيْ عَشَرَ سَمَّاهم رُسُلاً»

أقام ربّنا يسوع المسيح مرشدين ومعلّمين للعالم كلّه "ووُكَلاءَ أَسرارِ الله" (اكور4: 1). ودعاهم ليكونوا لامعين ومنيرين كالمشاعل، لكن ليس في بلاد اليهود فقط... بل في كلّ مكان تحت أشعّة الشمس، للناس القاطنين في أنحاء العالم كلّه. إذًا، فإنّ القدّيس بولس كان محقًّا حين قال: "ما مِن أَحَدٍ يَتَوَلَّى بِنَفْسِه هذا المَقام، بل مَن دَعاهُ اللهُ" (عب 5: 4)...إن كان الرّب يسوع يعتبر أنه عليه إرسال تلاميذه كما أرسله الآب (راجع يو20: 21)، كان ضروريًّا جدًّا أن يكتشف هؤلاء المدعوّين للامتثال به ما هي المهمّة التي أرسل الآب ابنه من أجلها. لذا، شرح لنا بطرق مختلفة طبيعة مهمّته الخاصّة. فقد قال يومًا: "ما جِئتُ لأُدعُوَ الأَبرار، بَلِ الخاطِئينَ إِلى التَّوبَة" (لو 5: 32). وأيضًا: "قَد نَزَلتُ مِنَ السَّماء لا لِأَعمَلَ بِمَشيئتي بل بِمَشيئَةِ الَّذي أَرسَلَني" (يو6: 38). وفي مرّة أخرى: "فإِنَّ اللهَ لَم يُرسِلِ ابنَه إِلى العالَم لِيَدينَ العالَم بل لِيُخَلَّصَ بِه العالَم" (يو 3: 17).لقد لخّص مهمّة الرسل ببضع كلمات عندما قال إنه أرسلهم كما أرسله الآب: بذلك، سيفهمون أنه يتوجّب عليهم أن يدعوا الخطأة إلى التوبة، أن يشفوا المرضى جسديًّا وروحيًّا؛ وفي مهمّتهم كوكلاء، ألاّ يحاولوا أبدًا العمل وفقًا لإرادتهم الخاصّة، بل وفقًا لإرادة الذي أرسلهم؛ أخيرًا، أن يخلّصوا العالم بقدر ما يتلقّى هذا الأخير تعاليم الرّب يسوع المسيح.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.