قالَ الرَبُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ لا يَدْخُلُ حَظيرَةَ الخِرَافِ مِنْ بَابِهَا، بَلْ يَتَسَلَّقُ مِنْ مَوْضِعٍ آخَر، فَهُوَ لِصٌّ وسَارِق.
أَمَّا مَنْ يَدْخُلُ مِنَ البَابِ فَهُوَ رَاعِي الخِرَاف.
لَهُ يَفْتَحُ البَوَّاب، وَالخِرَافُ تَسْمَعُ صَوْتَهُ، فَيَدْعُو خِرَافَهُ بِأَسْمَائِهَا ويُخْرِجُهَا.
وعِنْدَمَا يُخْرِجُ كُلَّ خِرَافِهِ، يَسيرُ قُدَّامَهَا، والخِرَافُ تَتْبَعُهُ، لأَنَّهَا تَعْرِفُ صَوْتَهُ.
أَمَّا الغَرِيبُ فَلَنْ تَتْبَعَهُ بَلْ تَهْرُبُ مِنْهُ، لأَنَّهَا لا تَعْرِفُ صَوْتَ الغُرَبَاء».
قَالَ لَهُم يَسُوعُ هذَا المَثَل، فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا كَانَ يُكَلِّمُهُم بِهِ.
العظة 27، الثّالثة للعنصرة
"أَنا بابُ الخِراف" (يو 10: 7): يقول ربّنا إنّه باب الحظيرة. فما هي هذه الحظيرة، هذا الإسطبل الّذي بابه الرّب يسوع المسيح؟ إنّه قلب الآب الّذي بابه الرّب يسوع المسيح، بابٌ يستحقّ كل الحبّ، هو الّذي فضّ وفتح من أجلنا القلب الّذي كان إلى حينها مقفلاً أمام جميع البشر. في هذه الحظيرة، يجتمع شمل القدّيسين كلّهم. الراعي هو الكلمة الأزليّ؛ الباب هو إنسانيّة الرّب يسوع المسيح؛ خراف هذا البيت هي الأنفس البشريّة، لكنّ الملائكة أيضًا تنتمي إلى هذه الحظيرة...؛ البوّاب هو الرُّوح القدس...، لأنّ كلَّ حقيقةِ مفهومة ومعلنة تأتي منه...فيا لَلحبّ ويا لَلطيبة التي بهما يفتح لنا باب قلب الآب ويوصلنا باستمرار إلى الكنز الخفيّ، إلى المساكن السرّيّة وإلى غنى هذا البيت! لا يمكن لأحد أن يتصوّر وأن يفهم كم أنّ الله مضياف، ومستعدّ لاستقبالنا، وراغب في ذلك، وعطشان إليه، وكيف أنّه يأتي لملاقاتنا في كلّ لحظة وكلّ ساعة... آه يا أبنائي، كم نُصرّ على البقاء صُمًّا تجاه هذه الدعوة المُحِبّة...: فغالبًا ما نرفض تلبية دعوته. كم نرفض دعوات ونداءات من الرُّوح القدس! نرفضها بسبب كلّ أنواع الأمور الدنيويّة! فغالبًا ما نرغب في أمر آخَر، وليس المكان الّذي يريدنا الله فيه.
#شربل سكران بالله