كانَ تَلاميذُ يُوحَنَّا والفَرِّيسِيُّونَ صَائِمِين. فجَاؤُوا وقَالُوا لِيَسُوع: «لِمَاذَا تَلامِيذُ يُوحَنَّا وتَلامِيذُ الفَرِّيسيِّينَ يَصُومُون، وتَلامِيذُكَ لا يَصُومُون؟».
فقالَ لَهُم يَسُوع: «هَلْ يَسْتَطيعُ بَنُو العُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالعَريسُ مَعَهُم؟ ما دَامَ العَرِيسُ مَعَهُم لا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا.
ولكِنْ ستَأْتِي أَيَّامٌ يَكُونُ فيهَا العَريسُ قَدْ رُفِعَ مِنْ بَيْنِهِم، فحِينَئِذٍ في ذلِكَ اليَوْمِ يَصُومُون.
لا أَحَدَ يَضَعُ رُقْعَةً جَدِيدَةً في ثَوْبٍ بَالٍ، وإِلاَّ فَٱلجَدِيدُ يَأْخُذُ مِلأَهُ مِنَ البَالي، فيَصِيرُ الخِرْقُ أَسْوَأ.
ولا أَحَدَ يَضَعُ خَمْرَةً جَدِيدَةً في زِقَاقٍ عَتِيقَة، وإِلاَّ فَٱلْخَمْرَةُ تَشُقُّ الزِّقَاق، فَتُتْلَفُ الخَمْرَةُ والزِّقَاقُ مَعًا. بَلْ تُوضَعُ الخَمْرَةُ الجَدِيدَةُ في زِقَاقٍ جَدِيدَة».
عن الثالوث وأعماله، 42؛ عن إشعيا، 2، 26
"أُسَرُّ سُروراً في الرَّبّ وتَبتَهِجُ نَفْسي في إِلهي... كالعَريسِ الَّذي يَتَعَصَّبُ بِالتَّاج وكالعَروسِ الَّتي تَتَحَلَّى بِزينَتِها" (إش 61: 10). الرأس والأعضاء، العريس والعروس، المسيح والكنيسة، نحن نشكّل جسدًا واحدًا. من الآن فصاعدًا، في الرّب يسوع المسيح العريس، سيلمع تاج النصر إلى الأبد. هو، رأسي الذي تألّم لبعض الوقت؛ في حين أنّ مجوهرات انتصاراته ونِعَمِه ستلمع عليّ، أنا زوجته."فكما أَنَّ الأَرضَ تُخرِجُ نَباتَها والجَنَّةَ تُنبِتُ مَزروعاتِها كذلك السَّيِّدُ الرَّبُّ يُنبِتُ البِرّ والتَّسبِحَةَ أَمامَ جَميعَ الأُمَم" (إش 61: 11). هو العريس، وأنا عروسه؛ هو الربّ الإله، وأنا أرضه وحديقته؛ هو البستاني، وأنا حقله. هو نفسه الذي، كخالق، يُعتبر ربّي وإلهي، هو أيضًا بستانيَّ لأنّه صار انسانًا... حين يزرع البستاني "ويسقي والله هو الذي ينمّي" (راجع 1كور 3: 6)، بالطريقة نفسها هو الأوحد سيزرع من خلال بشريّته ويسقي من خلال إعلان البشرى السارّة، وسيُنبت من خلال ألوهيّته بواسطة روحه القدّوس. وبالتالي، أنا الكنيسة "سأُنبتُ برّ الإيمان وتسبحة الله" (راجع إش 61: 11)، ليس أمام الشعب اليهودي فقط، بل "أمام جميع الأُمم" (إش 61: 11). هم "سيرون أعمالي الصالحة" (مت 5: 16) من خلال قراءة كلام آباء الكنيسة، وسماع صوت الرُّسُل واستقبال نورهم؛ سيرون ويؤمنون "فيُمَجِّدوا أَباكُمُ الَّذي في السَّمَوات" (مت 5: 16).
#شربل سكران بالله