27 Nov
27Nov


إنجيل القدّيس متّى 50-46:12

فيمَا يَسُوعُ يُكَلِّمُ الجُمُوع، إِذَا أُمُّهُ وإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا في الخَارِجِ يَطْلُبُونَ أَنْ يُكَلِّمُوه.
فقَالَ لَهُ أَحَدُهُم: «هَا إِنَّ أُمَّكَ وإِخْوَتَكَ واقِفُونَ في الخَارِجِ يَطْلُبُونَ أَنْ يُكَلِّمُوك».
فَأَجَابَ يَسُوعُ وقالَ لِمُكَلِّمِهِ: «مَنْ أُمِّي ومَنْ إِخْوَتي؟».
وأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى تَلاميذِهِ وقَال: «هؤُلاءِ هُمْ أُمِّي وإِخْوَتي!
لأَنَّ مَنْ يَعْمَلُ مَشِيئَةَ أَبي الَّذي في السَّمَاواتِ هُوَ أَخي وأُخْتِي وأُمِّي!».

المعلّم إكهارت (نحو 1260 - 1327)، لاهوتي دومينيكيّ

محادثات روحيّة

«مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ أَبي ٱلَّذي في ٱلسَّمَوات، هُو أَخي وَأُختي وَأُمّي»

يقولُ الكثير من الناس: "إرادتُنا حسنة". لكنّهم يَفتَقرونَ إلى مشيئة الله؛ فهم يريدونَ أن تتمَّ مشيئتهم؛ كما يريدونَ أن يُبَلِّغوا الربّ بوجوب التصرّف بهذه الطريقة أو تِلك... لكن في جميع الحالات، يبقى تصميم الله أن نتخلّى عن مشيئتنا. كان القدّيس بولس يتحدّث مطوّلاً مع الله والله يتحدّث معه، لكنّ تلك الأحاديث كلّها كادت أن تكون من دون جدوى لو لم يسأل بولس الرّب: "ماذا أَعمَل؟" (راجع أع 22: 10)، لأنّ الربّ كان يعرفُ جيّدًا ما هو مخطّطه لبولس.كان الأمر مماثلاً حين ظهرَ الملاك للعذراء مريم. فكلّ ما قالاه بينهما ما كان ليجعلَ منها أمًّا للرّب. لكن ما إن تخلَّتْ عن إرادتها الخاصّة، حتّى أصبحت الوالدة الحقيقيّة للكلمة الأزلي. وفي تلك اللحظة، حَبِلَتْ بالربّ الذي تحوّل إلى ابنها بالطبيعة.لا شيء في العالم يمكنه أن يجعل منّا بشرًا حقيقيّين، مثل التخلّي عن مشيئتنا الخاصّة أمام الله... إن استطعنا أن نتخلّى عن مشيئتنا الخاصّة، وإن تجرّأنا على التحرُّر من جميع الأمور الداخليّة والخارجيّة حبًّا بالله، نكون قد حقّقنا بذلك ذاتنا العميقة. لذا، يجب أن نستسلمَ كليًّا أمام الله، بكياننا كلّه، وألاّ نُشغِل أنفسنا بما سوف يفعلُه الربّ لاحقًا بما هو ملكٌ له... وكلّما تقدَّمنا على هذا الدرب، كلّما اقترَبنا حقيقةً من الربّ.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.