قالَ الرَبُّ يَسوع: «يا أبتِ، إِنَّ الَّذينَ وَهَبْتَهُم لي أُريدُ أَنْ يَكُونُوا مَعِي حَيْثُ أَكُون، لِيُشَاهِدُوا مَجْدِيَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ العَالَم.
يَا أَبَتِ البَارّ، أَلعَالَمُ مَا عَرَفَكَ، أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ، وهؤُلاءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.
وقَدْ عَرَّفْتُهُمُ ٱسْمَكَ وسَأُعَرِّفُهُم، لِتَكُونَ فِيهِمِ المَحَبَّةُ الَّتِي بِهَا أَحْبَبْتَنِي، وأَكُونَ أَنَا فِيهِم».
رسالة إلى أهل أفسس
يجب أن تمجّدوا الرّب يسوع المسيح في كلّ أوجه حياتكم، هو الذي مجّدكم، لكي تصبحوا، وأنتم مجتمعون تحت الطاعة نفسها وخاضعون للأساقفة والكهنة، مكرّسين تكريسًا كاملاً. أنا لا آمركم كما لو كنت شخصًا ذا شأن عظيم. أنا، في الواقع، مكبّل بالحديد لأجل الاسم المسيحي، ولم أصل بعد إلى الكمال في الرّب يسوع المسيح. فما أنا إلاّ تلميذ مبتدئ في مدرسته. وإن كنت أتوجّه إليكم، فلأنّي أعتبركم كرفاق لي في مدرسة واحدة. فأنا بالأحرى بحاجة إلى أن أستعدّ للجهاد بفضل إيمانكم وإرشاداتكم وصبركم وأناتكم. ولكن بما أنّ المحبّة لا تسمح لي بأن ألزم الصمت، لذلك أسارع إلى اتّخاذ المبادرة، حاضًّا إيّاكم على السير وفق ما يقتضيه روح الربّ. لأنّ الرّب يسوع المسيح، الذي هو مبدأ حياتنا الأساسي، هو نفسه فكر الآب، كما الأساقفة في كلّ أنحاء العالم، هم بأجمعهم متّحدون في روح الرّب يسوع المسيح. لذلك عليكم أن تكونوا فكرًا واحدًا مع أسقفكم. وهو ما أنتم عليه بالفعل. إنّ كهنتكم الجديرين بالله متّحدون بالأسقف كما تتّحد الأوتار بالقيثارة. وهكذا من تناغم مشاعركم ومحبّتكم ترتفع نحو الرّب يسوع المسيح أنشودة التسبيح. فليدخل كلّ منكم في هذه الجوقة. عندئذٍ وفي تناسق الألحان، تدخلون في النغم الإلهي منشدين بصوت واحد، عبر صوت الرّب يسوع المسيح، تسابيح الآب... إنّه لخيركم إذًا أن تحافظوا على وحدة لا تشوبها شائبة، بحيث تنعمون باتّحاد دائم بالله.
#شربل سكران بالله