فيمَا (كَانَ يَسوعُ وتلاميذهُ) سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا.
وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ.
أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!».
فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين!
إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».
دراسة حول إنجيل القدّيس لوقا 7: 85-86
في مَثَل السامري الصالح، كان هنالك حديث عن الرحمة؛ لكن لا توجد طريقة واحدة فقط ليكون المرء صالحًا. ثمّ يأتي مَثَل مرتا ومريم؛ نرى الواحدة منهمكةً بعَملِها، فيما تبدو الأخرى مُصغيةً بتقوى إلى كلام الله. إن كان هذا الإصغاء ينسجم مع الإيمان، فهو أفضل من الأعمال، وفقًا لما كُتِب: "اختارَتْ مريم النصيبَ الأفضلَ، ولن يَنزعَهُ أحدٌ منها". إذًا، فلنَبْذُلْ نحن أيضًا الجهدَ لنَمتلكَ ما لا يستطيعُ أحدٌ أن يَنتَزعَه منّا؛ لِنُصغِ بطريقة غير ساهية، إنّما متنبّهة... لنكُن مثل مريم التوّاقة إلى الحكمة: هنا يكمن العمل الأهمّ، الأكمل من غيره... إذًا، لا تَنتَقدْ أولئك الذين يتوقون إلى الحكمة ولا تحكمْ عليهم بأنّهم كسالى.مع ذلك، لم تُنتَقد مرتا على حُسن أعمالِها، حتّى لو اختارت مريم النصيبَ الأفضل. في الواقع، يملك الرّب يسوع ثرواتٍ كثيرة، ويوزّع هباتِه الكثيرة بسخاء. كذلك الرُّسل لم يعتبروا "أنّه يليق بهم أن يُهملوا كلام الله ليهتمّوا بأمور المعيشة" (أع 6: 2). لكنّ الأمرين هما من أعمال الحكمة؛ أمّا إسطفانُس الذي كان ممتلئًا حكمةً، فقد اختير كخادم. إذًا، فليَقمْ ذاك الذي يخدم بإطاعة الذي يُعلِّم، وليَقُم ذاك الذي يُعلِّم بتشجيع الذي يخدم. واحدٌ هو جسدُ الكنيسة، حتّى لو كانت الأعضاء كثيرة؛ فكلُّ واحدٍ يحتاجُ إلى الآخر. "فلا تَقدِرُ العينُ أن تقولَ لِليَدِ: لا أحتاجُ إليكِ. ولا الرأسُ لِلرِّجلَين: لا أحتاجُ إليكما!" (1كور 12: 21). لا تستطيعُ الأُذُن أن تقول إنّها لا تشكِّلُ جزءًا من الجسد. ثمّة أعضاء أكثر أهميّة؛ إلاّ أنّ الأعضاء الأخرى ضروريّة.
#شربل سكران بالله