آمَنَ بِيَسُوعَ سَامِرِيُّونَ كَثِيرُونَ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ المَدِينَة (سُوخار)، مِنْ أَجْلِ كَلامِ المَرْأَةِ (السامرية) الَّتِي كَانَتْ تَشْهَد: «إِنَّهُ قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ».
فَلَمَّا جَاءَ السَّامِرِيُّونَ إِلَيْه، سَأَلُوهُ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَهُم، فَأَقَامَ يَومَين.
وآمَنَ عَدَدٌ أَكْثَرُ مِنْ أَجْلِ كَلِمَتِهِ.
وكَانُوا يَقُولُونَ لِلْمَرْأَة: «مَا عُدْنَا مِنْ أَجْلِ كَلامِكِ نُؤْمِن، فَنَحْنُ قَدْ سَمِعْنَاه، ونَعْلَمُ أَنَّ هذَا هُوَ حَقًّا مُخَلِّصُ العَالَم».
شرح لإنجيل القدّيس يوحنّا
يروي الكتاب المقدّس قصّة الناس الذين خرجوا من المدينة وتبعوا الرّب يسوع، والذين آمنوا به بسبب ما قالته لهم المرأة: "إِنَّه قالَ لي كُلَّ ما فَعَلتُ" (يو 4: 39). فإذا تذكّرنا الشروحات التي أعطيت لنا عن السامرة وعن السامريّة وعن بئر يعقوب، لا يصعب علينا أن نفهم كيف أنّ هؤلاء الناس الذين كانوا قد ضُلّلوا بتعاليم خاطئة، تركوا مدينة نظريّاتهم وخرجوا منها لاعتناق المعتقدات السليمة، وذلك بعد أن اكتشفوا الإيمان القويم. فبعد أن ترك السامريّون مدينتهم، ذهبوا للقاء الرّب يسوع المسيح قرب بئر يعقوب، فاستقبل استعدادات هؤلاء المؤمنين بحفاوة وأقام عند الذين سألوه أن يقيم عندهم.أعتقد أنّ يوحنّا لم يكتب عمدًا: "دعاه السامريّون إلى دخول السامرة" أو "إلى دخول مدينتهم"، بل كتب: "أن يقيم عندهم". لأنّ هنالك فرقًا كبيرًا بين الإقامة عند المؤمن وبين الدخول إلى مدينته. وبعد ذلك، لم يقل يوحنّا: "أقام يومين في تلك المدينة" أو "أقام في السامرة"، بل قال: "فأقام هناك"، والمعنى المقصود أنّهُ أقام عند الذين سألوه ذلك. فإنّ الر ّب يسوع يقيم عند الذين يطلبون منه ذلك، خاصّةً عندما يخرج هؤلاء من مدينتهم ويذهبون إليه على مثال إبراهيم في إطاعته لنداء الربّ عندما قال له: "اِنطَلِقْ مِن أَرضِكَ وعَشيرَتكَ وبَيتِ أَبيكَ" (تك 12: 1).
#شربل سكران بالله