مَضَى (يسوع) إِلى نَوَاحِي صُورَ وصَيْدَا. ودَخَلَ بَيْتًا، وكانَ يُريدُ أَلاَّ يَعْلَمَ بِهِ أَحَد، لكِنَّهُ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَتَخَفَّى عَنْهُم.
وفي الحَالِ سَمِعَتْ بِهِ ٱمْرَأَةٌ لَهَا ٱبْنَةٌ فِيها رُوحٌ نَجِس، فجَاءَتْ وٱرْتَمَتْ عَلَى قَدَمَيْه.
وكَانَتِ المَرْأَةُ وثَنِيَّةً مِنْ أَصْلٍ سُورِيٍّ فِينِيقِيّ. وكَانَتْ تَسْأَلُ يَسُوعَ أَنْ يُخْرِجَ الشَّيْطَانَ مِنِ ٱبْنَتِها.
فقَالَ لَهَا: «دَعِي البَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُون، فلا يَحْسُنُ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ البَنِين، ويُلْقَى إِلى جِرَاءِ الكِلاب».
فأَجَابَتْ وقَالَتْ لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ، لكِنَّ جِرَاءَ الكِلابِ تَأْكُلُ تَحْتَ المَائِدَةِ مِنْ فُتَاتِ البَنِين».
فقَالَ لَهَا: «مِنْ أَجْلِ كلامِكِ هذَا، ٱذْهَبِي، فَقَدَ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنِ ٱبْنَتِكِ».
وعَادَتْ إِلى بَيْتِهَا، فوَجَدَتِ ٱبْنَتَهَا مُلْقَاةً عَلَى السَّرِير، وقَدْ خَرَجَ مِنْهَا الشَّيْطَان.
التمارين، الجزء السّابع
أيّها الحَنَّانُ!... لا تتركني في قلقي. لا تُشح وجهك عن آهاتي وعن صراخي. لتدفعْك محبّتك إلى الإصغاء إليّ بصبر. من فضلكَ، افتحْ حضنك فأستطيعَ أن أرتاحَ لبعض الوقت، وأسكبَ نفسي أمامك. أنا واثقٌ أنّك، بفضل صلاحك وطيبتك الطبيعيّة، لا ترذل أيّ إنسان يشعرُ بالأسى، ولا تحتقر ذاك الّذي يعاني الضيق. آه! ما أجمل رائحة عطورك على أولئك الّذين سيضعفون ويهِنون.أنتَ، يا مَن تجري الحكم للمظلومين، أنتَ، يا مَن تحلّ قيود الأسرى (راجع مز 146[145]: 7)، أنتَ، يا مَن لا تحتقر أحدًا في الضيق، أنتَ، يا مّن تنتبهُ لاحتياجات الجميع بطريقة أموميّة ورحيمة. أنتَ، يا مَن تسهر بحنان على اليائسين. أنتَ، يا مَن تتنازل وتغدقُ برأفة عظيمة جدًا وتسدّ عوز الجميع، برحمَتِك، أمِلْ إليَّ أذنك الآن، أنا المسكينة، حتّى أستطيع أن أقيم معك حواراتٍ ثمينة، وأتلقّى منك مشورات قيّمة، من أجل خير نفسي.
#شربل سكران بالله