06 Dec
06Dec


إنجيل القدّيس لوقا 32-27:5

خَرَجَ يَسُوعُ (من كفرناحوم)، فأَبْصَرَ عَشَّارًا ٱسْمُهُ لاوِي، جَالِسًا في دَارِ الجِبَايَة، فقَالَ لَهُ: «إِتبَعْنِي!».
فَتَرَكَ كُلَّ شَيء، وَقامَ وَتبِعَهُ.
وأَقَامَ لَهُ لاوِي وَليمَةً عَظِيمَةً في بَيْتِهِ، وَكانَ مُتَّكِئًا مَعَهُم جَمْعٌ كَبيرٌ مِنَ العَشَّارِينَ وَغَيرِهِم.
فَتَذَمَّرَ الفَرِّيسِيُّونَ وكَتَبتُهُم، وَقالُوا لِتَلامِيذِ يَسُوع: «مَا بَالُكُم تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ العَشَّارِينَ والخَطَأَة؟».
فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيب، بَلِ الَّذِينَ بِهِم سُوء.
مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَار، بَلِ الخَطَأَةَ إِلى التَّوْبَة».

جوليانا من نورويتش (1342 – ما بعد 1416)، ناسكة إنكليزيّة

تجلّيات الحبّ الإلهيّ، الفصل 51-52

«ما جِئتُ لأُدعُوَ الأَبرار، بَلِ الخاطِئينَ إِلى التَّوبَة»

لقد أراني الربّ سيّدًا جالسًا بأبّهة وسلام وراحة؛ أرسَل هذا السيّد وبكل هدوء خادمه كي ينفّذ إرادته. ركَض الخادم مسرعًا جدًّا وبمحبّة؛ لكنه وَقَع في وادٍ وجُرِحَ جرحًا خطرًا. في شخص هذا الخادم، دلّني الربّ على الشرَ والضّلال الذين سبّبهما سقوط آدم، وفي هذا الخادم بالذّات دَلّني على حكمة ابن الله وعلى حنانه. في شخص هذا السيّد، أظهَرَ الله لي رأفته وشفقته تجاه تعاسة آدم. ومن خلال هذا السيّد أظهر لي الشّهامة القصوى والمجد اللّامحدود الذي يرفع شأن البشريّة بفضل آلام ابن الله وموته. لهذا السبب يفرح ربّنا فرحًا جزيلًا لنزوله إلى هذا العالم وتحمّل الآلام والسبب يعود الى فيض وعمق السعادة التي حظي بها الجنس البشري وهذه السعادة الخلاصيّة تفوق سعادة آدم لو لم يقع في الخطيئة.إذًا لدينا حجّة أن نحزن لأنّ خطيئتنا هي سبب آلام الرّب يسوع المسيح. لكن لدينا أيضًا حجّة أن نفرح دومًا لأن حبّه اللامتناهٍ هو سبب آلامه... إذا حدث لنا أن نسقط بسبب ضلالنا وضعفنا، عندها علينا أن ننهض بسرعة تحت لَمْس النعمة الهادئ، ونصلح خطأنا بكلّ قوّة أرادتنا بإتباع تعاليم الكنيسة المقَدّسة بما يتعلّق بجسامة الخطيئة. فلنَسِر بحبّ نحو الله دون أن نَقع في اليأس، لكن دون مبالغة في هذه الثقة كأنّ خطيئتنا ليس لها أهمية. لِنقرّ بضعفنا وبصراحة تامّة إذ نَعلم أنّنا بدون حماية النعمة، لا نستطيع أن نصمد لطرفة عين.إنّه لحقٌّ أن يرغب ربّنا بأن نقرّ بخطيئتنا وأن نعترف بكل أمانة وصدق بكل الأذى الذي يليها، ونبقى واعين على أنّنا لا نستطيع أبدًا أن نعوّض عن هذا الخطأ وهذا الأذى.  يريد الربّ أن نعترف أيضًا، بذات الأمان وذات الصدق، بحبّه الأزلي لنا وبكثرة رحمته بفضل نعمته. هذا هو الاعتراف المتواضع الذي ينتظره الربّ منّا، وهذا هو عمله في عمق نفسنا.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.