قالَ الربُّ يَسوع: «مَتَى صَلَّيْتُم، لا تَكُونُوا كَالمُرائِين، فَإِنَّهُم يُحِبُّونَ الصَّلاةَ وُقُوفًا في المَجَامِع، وفي زَوايا السَّاحَات، لِكَي يَظْهَرُوا لِلنَّاس. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم.
أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صَلَّيْتَ، فَٱدْخُلْ مُخْدَعَكَ وأَغْلِقْ بَابَكَ، وصَلِّ لأَبِيكَ في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك.
وعِنْدَمَا تُصَلُّون، لا تُكْثِرُوا الكَلامَ عَبَثًا كَالوَثَنِيِّين، فَهُم يَظُنُّونَ أَنَّهُم بِكَثْرَةِ كَلامِهِم يُسْتَجَابُون.
فلا تَتَشَبَّهُوا بِهِم، لأَنَّ أَبَاكُم يَعْلَمُ بِمَا تَحْتَاجُونَ إِليْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوه.
أَمَّا أَنْتُم فَصَلُّوا هكَذَا: أَبَانَا الَّذي في السَّمَاوَات، لِيُقَدَّسِ ٱسْمُكَ،
لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا في السَّمَاءِ كذلِكَ عَلى الأَرْض.
أَعْطِنَا خُبْزَنا كَفَافَ يَوْمِنَا.
وَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنا كَمَا غَفَرْنَا نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنا.
ولا تُدْخِلْنَا في التَّجْرِبَة، لكِن نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّير.
فَإِنْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلاَّتِهِم يَغْفِرْ لَكُم أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيّ.
وإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ فَأَبُوكُم أَيْضًا لا يَغْفِرُ لَكُم زَلاَّتِكُم.
الحديث الثّاني عن المزمور 34[33]، §8
إنَ دخولك إلىحجرتك هو كناية عن دخولِك إلى قلبك، فطوبى للذين يبتهجون لدخولهم إلى باطنهم ليجدوه عارٍ من كل شرّ. وكم يستحقون الشفقة أولئك الذين يعودون إلى قلبهم وكلّهم خشية من أن تُطاردهم الخلافات المريرة مع ذويهم. ولكن يا لبؤس أولئك الذين لا يجرؤون أن ينظروا في ضمائرهم خوفًا من أن يطردهم تأنيب الضمير على خطاياهم. وأنت إن أردت أن تدخل إلى قلبك وكلّك فرح عليك أن تطهّره. "طوبى لأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله" (مت 5: 8). اِطرح من قلبك رجاسة الطمع وعيب البُخل وتقرُّح الخُزعبلات. وٱطرح عنك الدنس والأفكار الشريرة والكراهية، ليس فقط تجاه أصدقائك بل أقول تجاه أعدائك أيضًا. أِخلع عنك كل ذلك ثم ٱدخل إلى قلبك حيث ستعرف الفرح.
#شربل سكران بالله