كَانَ يَسُوعُ يَجْتَازُ في المُدُنِ وَالقُرَى، وَهُوَ يُعَلِّم، قَاصِدًا في طَريقِهِ أُورَشَلِيم.
فَقَالَ لَهُ أَحَدُهُم: «يا سَيِّد، أَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذينَ يَخْلُصُون؟».
فَقَالَ لَهُم: «إِجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق. أَقُولُ لَكُم: إِنَّ كَثِيرينَ سَيَطْلُبُونَ الدُّخُولَ فَلا يَقْدِرُون.
وَبَعْدَ أَنْ يَكُونَ رَبُّ البَيْتِ قَدْ قَامَ وَأَغْلَقَ البَاب، وَبدَأْتُم تَقِفُونَ خَارِجًا وَتَقْرَعُونَ البَابَ قَائِلين: يَا رَبّ، ٱفتَحْ لَنَا! فَيُجِيبُكُم وَيَقُول: إِنِّي لا أَعْرِفُكُم مِنْ أَيْنَ أَنْتُم!
حِينَئِذٍ تَبْدَأُونَ تَقُولُون: لَقَد أَكَلْنَا أَمَامَكَ وَشَرِبْنا، وَعَلَّمْتَ في سَاحَاتِنا!
فَيَقُولُ لَكُم: إِنِّي لا أَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ أَنْتُم! أُبْعُدُوا عَنِّي، يَا جَمِيعَ فَاعِلِي الإِثْم!
هُنَاكَ يَكُونُ البُكاءُ وَصَرِيفُ الأَسْنَان، حِينَ تَرَوْنَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسحقَ وَيَعْقُوبَ وَجَميعَ الأَنْبِياءِ في مَلَكُوتِ الله، وَأَنْتُم مَطْرُوحُونَ خَارِجًا.
وَيَأْتُونَ مِنَ المَشَارِقِ وَالمَغَارِب، وَمِنَ الشَّمَالِ وَالجَنُوب، وَيَتَّكِئُونَ في مَلَكُوتِ الله.
وَهُوَذَا آخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين، وَأَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين».
الصلاة الإفخارستيّة الثّانية من أجل المصالحة
أيّها الآب الصالح، لقد وهب ابنُك الكنيسةَ تذكار حبّه هذا؛ فيما نذكّر هنا موته وقيامته، نقدّم لك هذه التقدمة الآتية من لدنك، الذبيحة غير الدمويّة التي تعيدنا إلى نعمتك؛ فاقبَلنا نحن أيضًا مع ابنك الحبيب. أعطِنا، بهذه الوليمة، روحَك القدّوس: اجعلْه يزيل أسباب انقساماتنا؛ اجعلْه يُثبّتنا في محبّة أكبر، بشراكة مع قداسة البابا، وأسقفنا، وسائر الأساقفة وشعبك كلّه. اجعل من كنيستك في هذا العالم، العلامة الواضحة للوحدة، وخادمة السلام. وكما تجمعنا هنا، بشراكة مع كلّية الطوبى والدة الإله، العذراء مريم وجميع قدّيسي السماء، حول مائدة ربّنا يسوع المسيح ابنك، تنازل واجمع أبناء جميع البلدان وكلّ اللغات والأجناس والثقافات حول مائدة ملكوتك. عندها، يمكننا الاحتفال بالوحدة المُحقَّقة أخيرًا وبالسلام المُكتسَب بربّنا يسوع المسيح.
#شربل سكران بالله