وَصَلَ يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى بَيْتَ صَيْدَا، فجَاؤُوا إِلَيْهِ بِأَعْمَى وتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمُسَهُ.
فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى، وقَادَهُ إِلى خَارِجِ القَرْيَة، وتَفَلَ في عَيْنَيْه، ووَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وسأَلَهُ: «هَلْ تُبْصِرُ شَيئًا؟».
فرَفَعَ الأَعْمَى نَظَرَهُ وقَال: «أُبْصِرُ النَّاس، أَراهُم كأَشْجَارٍ وَهُم يَمْشُون!».
فوَضَعَ يَسُوعُ يَدَيْهِ ثَانِيَةً عَلَى عَيْنَي الأَعْمَى، فأَبْصَرَ جَلِيًّا، وعَادَ صَحِيحًا وصَارَ يُبْصِرُ كُلَّ شَيءٍ بِوُضُوح.
فأَرْسَلَهُ يَسُوعُ إِلى بَيْتِهِ قَائِلاً: «لا تَدْخُلِ القَرْيَة!».
تجليّات الحب الإلهيّ
رأيت أنّ الله يفرح بأن يكون أبانا، وأنّ الله يفرح بأن يكون أمّنا، وهو يفرح أيضًا بأن يكون زوجنا الحقيقي وبأن تكون نفسنا زوجته المحبوبة. إن الرّب يسوع المسيح يُسَرُّ بأن يكون أخانا، ويفرح بأن يكون مخلّصنا. في زمن وجودنا، نحن الذين سنخلَّص، نختبر مزيجًا عجيبًا من الخير والشرّ. نحمل في داخلنا الربّ يسوع المسيح القائم، ونحمل فينا أيضًا بؤس ومكر سقطة آدم وموته... بسقطة آدم، انكسرنا لدرجة أنّه عبر الخطيئة وعبر أوجاع مختلفة، لدينا إحساس بكوننا في الظلمات؛ مكفوفين، بالكاد نستطيع أن نشعر بأيّة راحة. لكن بإرادتنا ورغبتنا، نبقى في الله ونؤمن بثقة برحمته ونعمته؛ هكذا يعمل فينا. بمحبّته، يفتح أعين بصيرتنا التي تجعلنا نرى أحيانًا أكثر وأحيانًا أقلّ، بحسب القدرة التي يعطينا إيّاها. تارة يرفعنا، وتارة يسمح بأن نسقط. إنّ هذا المزيج مربك، لدرجة أنّه يصعب علينا معرفة الطريق التي نسير عليها نحن أو إخوتنا في الرّب يسوع المسيح، إذ ما نشعر به متقلّب جدًّا. لكنّ المهمّ هو أن نقول "نعم" مقدّسة لله حين نشعر به، راغبين في أن نكون حقًّا معه، من كلّ قلبنا ونفسنا، وبكلّ قوانا (راجع مر 12: 30)؛ فنرذل بذلك دوافعنا لارتكاب الشرّ ونزدريها... ونبقى وسط هذا الارتباك كلّ أيّام حياتنا.
#شربل سكران بالله