عَادَ يَسُوعُ فَدَخَلَ إِلى المَجْمَع. وكانَ هُنَاكَ رَجُلٌ يَدُهُ يَابِسَة.
وكانُوا يُرَاقِبُونَ هَلْ يَشْفِيهِ يَوْمَ السَّبْت، لِيَشْكُوه.
فقالَ لِلرَّجُلِ الَّذي يَدُهُ يَابِسَة: «قُمْ في الوَسَط!».
ثُمَّ قَالَ لَهُم: «هَلْ يَحِلُّ في السَّبْتِ عَمَلُ الخَيْرِ أَمْ عَمَلُ الشَرّ؟ تَخْليصُ نَفْسٍ أَمْ قَتْلُها؟». فَظَلُّوا صَامِتِين.
فأَجَالَ يَسُوعُ فِيهِم نَظَرَهُ غَاضِبًا، حَزينًا لِقَسَاوَةِ قُلُوبِهِم، ثُمَّ قالَ لِلرَّجُل: «مُدَّ يَدَكَ». ومَدَّ يَدَهُ فعَادَتْ صَحِيحَة.
وفي الحَالِ خَرَجَ الفَرِّيسيُّونَ مَعَ الهِيرُودُوسيِّين، وأَخَذُوا يَتَشَاوَرُونَ عَلَيْهِ لِيُهْلِكُوه.
وٱنْصَرَفَ يَسُوعُ مَعَ تَلامِيذِه إِلى البُحَيْرَة، وتَبِعَهُ جُمْهُورٌ غَفِيرٌ مِنَ الجَليل، وَمِنَ اليَهُودِيَّة،
ومِنْ أُورَشَلِيمَ وَمِنْ أَدُومَ وَعِبْرِ الأُرْدُنّ، وَمِنْ نَوَاحِي صُورَ وصَيْدَا، جُمْهُورٌ غَفِير، سَمِعُوا بِكُلِّ ما صَنَع، فَأَتَوا إِلَيْه.
وأَمَرَ تَلامِيذَهُ أَنْ يُعِدُّوا لَهُ قَارِبًا، يَكُونُ بِتَصَرُّفِهِ، لِئَلاَّ تَزْحَمَهُ الجُمُوع،
لأَنَّهُ شَفَى كَثِيرين، فصَارَ كُلُّ مَنْ بِهِ دَاءٌ يتَهَافَتُ عَلَيْهِ لِيَلْمُسَهُ.
وكَانَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَة، حِينَ تَرَاه، تَسْقُطُ أَمَامَهُ وتَصْرُخُ قَائِلَة: «أَنْتَ هُوَ ٱبْنُ الله».
وكانَ يَسُوعُ يُحَذِّرُهَا بِشِدَّةٍ مِنْ أَنْ تُشْهِرَهُ.
التّمارين، الرّقم 7
في موعد الصلاة، ضعْ نفسكَ في حضرة السلام والحبّ... يا سلام الربّ الذي يتخطّى كلّ شعور، أيّها السلام الممتع واللطيف، الناعم والمفضَّل على كلّ شيء، حيث تحلّ يعمّ الأمان غير القابل للتعكير. أنتَ وحدك تستطيع وضع حدّ لغضب الحاكم؛ أنتَ تزيّن عرش الملك بواسطة الرأفة؛ أنتَ تنير مملكة المجد بواسطة الشفقة والرحمة. رأفةً بي، أمسكْ بزمام قضيّتي، أنا المذنبة والعاجزة... ها هو الدائن يقف على الباب... ليس من الحكمة أن أكلّمه، كوني لا أستطيع دفع ديوني. يا ربّي يسوع الرقيق، يا سلامي، إلى متى ستبقى صامتًا؟... رأفةً بي، تكلّم الآن مكاني وقلْ هذه العبارة اللطيفة: "أنا سأفتديها". أنتَ بالتأكيد ملجأ لجميع الفقراء. أنتَ لا تمرّ بالقرب من أحد بدون أن تمنحه السلام. أنتَ لم تدعْ يومًا ذاك الذي لجأ إليكَ يرحل بدون أن ينال المصالحة... رأفةً بي، يا حبيبي، يا ربّي يسوع، في هذه الساعة من النهار تعرّضْتَ للجلد من أجلي، ووُضع إكليل من الشوك على رأسك وأُشبِعتَ ضربًا وعذابًا. أنتَ ملكي الحقيقي، ولا أعرف أحدًا غيرك. جعلتَ نفسك محطّ خزي للبشر، حقيرًا ومثيرًا للاشمئزاز كالأبرص (راجع إش 53: 3) لدرجة رفضت اليهوديّة الاعتراف بكَ كملكها (راجع يو 19: 14-15). بنعمتكَ، اجعَلني أقلّه أعترف بكَ كملكي! يا إلهي، أعطِني ربّي يسوع البريء والمحبوب الذي "دفع" من أجلي "ما لم يكن قد سلبَه"؛ أعطِني إيّاه ليكون سندًا لنفسي. لأستقبله في قلبي؛ ليُواسي نفس من خلال مرارة أوجاعه وآلامه... وأنتَ، يا سلام الربّ، كنْ الرابط العزيز الذي يكبّلني إلى الأبد بالرّب يسوع. كنْ سندًا لقوّتي كي أصبح "قَلبًا واحِدًا ونَفْساً واحِدة" مع الرّب يسوع (راجع أع 4: 32)... بكَ، سأبقى مرتبطة إلى الأبد بربّي يسوع.
#شربل سكران بالله