أَمَّا التَّلامِيذُ ٱلأَحَدَ عَشَرَ فذَهَبُوا إِلى ٱلجَلِيل، إِلى ٱلجَبَلِ حَيثُ أَمَرَهُم يَسُوع.
ولَمَّا رَأَوهُ سَجَدُوا لَهُ، بِرَغْمِ أَنَّهُم شَكُّوا.
فدَنَا يَسُوعُ وكَلَّمَهُم قَائِلاً: «لَقَدْ أُعْطِيتُ كُلَّ سُلْطَانٍ في ٱلسَّمَاءِ وعَلى ٱلأَرْض.
إِذْهَبُوا إِذًا فَتَلْمِذُوا كُلَّ ٱلأُمَم، وعَمِّدُوهُم بِٱسْمِ ٱلآبِ وٱلٱبْنِ وٱلرُّوحِ ٱلقُدُس،
وعَلِّمُوهُم أَنْ يَحْفَظُوا كُلَّ مَا أَوْصَيْتُكُم بِهِ. وهَا أَنَا مَعَكُم كُلَّ ٱلأَيَّامِ إِلى نِهَايَةِ ٱلعَالَم».
أفكار مختارة من القدّيس يوحنّا ماري فِيَنّي (1786 - 1859)، كاهن وخوري آرس
يا أولادي، إنّ كلام الربّ ليس بالأمر البسيط! فالكلمات الأولى التي وجّهها ربّنا لرُسُله كانت: "اذهَبوا وتَلمِذوا" وذلك ليرينا أن التلمذة تأتي قبل أي شيء آخر. ما الذي جعلنا نتعرّف على إيماننا؟ إنّها التعاليم التي سمعناها. ما الذي يجعلنا نكره الخطيئة، ونكتشف جمال الفضيلة، ونطمح إلى بلوغ السماء؟ إنها التعاليم. يا أولادي، لماذا نحن عميان وجاهلون إلى هذا الحدّ؟ لأنّنا لا نكترث بكلام الربّ. مع الشخص الّذي تلقّى التعليم، هنالك دائمًا موارد. مهما تاه على الدروب السيئة، يمكن دائمًا أن نأمل عودته إلى الربّ عاجلاً أم آجلاً، حتّى لو كان ذلك في ساعة الممات. أمّا الشخص الذي ليس لديه دراية بشأن إيمانه، فهو كالمريض الذي يحتضر؛ فهو لا يعرف عظمة الخطيئة ولا جمال نفسه ولا ثمن الفضيلة؛ وهو ينتقل من خطيئة إلى أخرى. أمّا الشخص الّذي تلقّى التعليم، فبرفقته دائمًا مرشدان يسيران أمامه: النصيحة والطاعة.
#شربل سكران بالله