قَرُبَ فِصْحُ اليَهُود، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلى أُورَشَلِيم.
ووَجَدَ في الهَيْكَلِ بَاعَةَ البَقَرِ والغَنَمِ والحَمَام، والصَّيَارِفَةَ جَالِسِين.
فَجَدَلَ سَوطًا مِنْ حِبَال، وطَرَدَ الجَمِيعَ مِنَ الهَيْكَل، طَرَدَ الغَنَمَ والبَقَرَ، وبَعْثَرَ نُقُودَ الصَّيَارِفَة، وقَلَبَ طَاوِلاتِهِم.
وقَالَ لِبَاعَةِ الحَمَام: «إِرْفَعُوا هذَا الحَمَامَ مِنْ هُنَا، ولا تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتًا لِلتِّجَارَة».
فَتَذَكَّرَ تَلامِيذُهُ أَنَّهُ جَاءَ في الكِتَاب: «أَلْغيَرَةُ على بَيْتِكَ سَتَأْكُلُنِي!».
أَجَابَ اليَهُودُ وقَالُوا لِيَسُوع: «أَيَّ آيَةٍ تُرِينَا وأَنْتَ تَفْعَلُ هذَا؟».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «إِهْدِمُوا هذَا الهَيْكَل، وأَنَا أُقِيمُهُ في ثَلاثَةِ أَيَّام».
فَقَالَ اليَهُود: «بُنِيَ هذَا الهَيْكَلُ في سِتٍّ وأَرْبَعِينَ سَنَة، وتُقِيمُهُ أَنْتَ في ثَلاثَةِ أَيَّام؟».
أَمَّا هُوَ فَكَانَ يَتَكَلَّمُ عَلى هَيْكَلِ جَسَدِهِ.
ولَمَّا قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، تَذَكَّرَ تَلامِيذُهُ كَلامَهُ ذَاك، فَآمَنُوا بِٱلكِتَاب، وبِٱلكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا يَسُوع.
وبَيْنَمَا كَانَ يَسُوعُ في أُورَشَلِيم، في عِيدِ الفِصْح، آمَنَ بِٱسْمِهِ كَثِيرُون، لأَنَّهُم رَأَوا ٱلآيَاتِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا.
أَمَّا هُوَ فَمَا كَانَ يَأْمَنُ عَلى نَفْسِهِ مِنْهُم، لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُهُم جَميعًا.
ولا يُعْوِزُهُ شَاهِدٌ عَلى الإِنْسَان، لأَنَّهُ عَليمٌ بِمَا في الإِنْسَان.
العظة 163: 5
نحن فعلة حقل الربّ وبنّاؤون لهيكله، وفعل تكريس الهيكل كان من ضمن تصميم الربّ لخلاصنا، لأنّه قام من بين الأموات بعد أن انتصر على الموت وقضى على كلّ أشكاله، وصعد إلى السماء... ونحن اليوم نعمل على بناء هذا الهيكل بواسطة الإيمان، لكي يصار إلى تكريسه عند القيامة النهائيّة. ولهذا قال المزمور: "عندما نتحرّر نعيد بناء الهيكل". فلنتذكّر العبوديّة التي كنّا فيها سابقًا، عندما كان الشيطان محكمًا قبضته على العالم كلّه، لأنّ البشر كانوا كقطيع من الكفرة. ولقد جاء الفادي ليحرّرنا من هذه العبوديّة. وسفك دمه لفدائنا، وبدمه المهرق محا ما كان علينا من صكّ وما فيه من أحكام (كول2: 14)... لقد رُهنّا سابقًا إلى الخطيئة، ولكنّنا حُرِّرنا بالنعمة. وبعد أن تحرّرنا من هذه العبوديّة، نبني اليوم الهيكل؛ ولنبنيه، علينا أن نعلن البشرى السارّة. لذلك، بدأ المزمور 96 هكذا: " أَنشِدوا للِرَّبِّ نَشيدًا جَديدًا" (مز 96[95]: 1). ولكيلا نعتقد أنّه علينا بناء هذا المعبد في منطقة محدّدة مثلما فعل الهراطقة الذين انفصلوا عن الكنيسة، علينا أن ننتبه إلى ما أضافه المزمور: أَنشِدوا للِرَّبِّ يا أَهلَ الأَرضِ جَميعًا"... "أَنشِدوا للِرَّبِّ نَشيدًا جَديدًا أَنشِدوا للِرَّبِّ يا أَهلَ الأَرضِ جَميعًا. أَنشِدوا للِرَّبِّ وبارِكوا اْسمَه بَشَروا مِن يَومٍ إِلى يومٍ بِخَلاصِه"(مز 96[95]: 1-2). أعلنوا أنّ هذا هو اليَومُ الَّذي وُلِد من يوم الخلاص، هذا هو اليوم الذي وُلِد من يوم الربّ يسوع المسيح. في الواقع، من هو خلاص الربّ إن لم يكن مسيحه؟ ولهذا الخلاص نصلّي في المزمور: "أرِنا يا رَبّ رَحمَتَكَ وهَبْ لَنا خَلاصَكَ". (مز 85[84]: 7) لقد رغب آباء العهد القديم الأبرار في أن يعاينوا هذا الخلاص، وهذا ما تحدّث عنه الرّب يسوع المسيح لتلاميذه: "إِنَّ كثيراً مِنَ الأَنبِياءِ والمُلوكِ تَمنَّوا أَن يَرَوا ما أَنتُم تُبصِرونَ فلَم يَرَوا، وأَن يَسمَعوا ما أَنتُم تَسمَعونَ فلَم يَسمَعوا..." (لو10: 24). " أَنشِدوا للِرَّبِّ نَشيدًا جَديدًا أَنشِدوا للِرَّبِّ يا أَهلَ الأَرضِ جَميعًا". انظروا إلى حماسة البنّائين! " أَنشِدوا للِرَّبِّ وبارِكوا اْسمَه ". أعلنوا البشرى السارّة! أيّ بشرى سارّة؟ لقد ولد النهار من النهار... وانبثق النور من النور، والابن المولود من الآب هو خلاص الله! هكذا يتمّ بناء الهيكل عندما نتحرّر من العبوديّة.
#شربل سكران بالله