فَقَالَ الْجَمْعُ ليَسُوع: «مَاذَا نَصْنَعُ لِنَعْمَلَ أَعْمَالَ الله؟».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «هذَا هُوَ عَمَلُ الله، أَنْ تُؤْمِنُوا بِمَنْ أَرْسَلَهُ الله».
فَقَالُوا لَهُ: «أَيَّ آيَةٍ إِذًا تَصْنَع، لِنَرَى ونُؤْمِنَ بِكَ؟ مَاذَا تَعْمَل؟
آبَاؤُنَا أَكَلُوا المَنَّ في البَرِّيَّة، كَمَا هُوَ مَكْتُوب: أَعْطَاهُم خُبْزًا مِنَ السَّمَاءِ لِيَأْكُلُوا».
فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَيْسَ مُوسَى مَنْ أَعْطَاكُم خُبْزًا مِنَ السَّمَاء، بَلْ أَبِي هُوَ الَّذِي يُعْطِيكُم مِنَ السَّمَاءِ الخُبْزَ الحَقِيقِيّ.
فَخُبْزُ اللهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء، والمُعْطِي الحَيَاةَ لِلْعَالَم».
قَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّد، أَعْطِنَا هذَا الخُبْزَ كُلَّ حَين».
سرّ المذبح 3: 2
إنّ الله الّذي طبيعته خيرٌ بحدّ ذاتها، وجوهره حُبّ، وحياته كلّها عطف، إذ أراد أن يُرينا لطف طبيعته وحنانه لأبنائه، أرسل ابنه إلى العالم، وهو طعام الملائكة (راجع مز78[77]: 25) "لِحُبِّه الشَّديدِ الَّذي أَحَبَنَّا بِه" (أف2: 4). "فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد" (يو3: 16). هذا هو المَنّ الحقيقيّ الّذي أمطره الربّ لنأكله...؛ هذا ما هيّأه الله، برحمته، للمساكين (مز68[67]: 9 وما بعد). لأنّ الرّب يسوع المسيح الّذي انحدر من أجل جميع البشر وعلى مستوى كلّ فرد، يجذب الكلّ إليه برحمته غير الموصوفة. إنّه لا ينبذ أحدًا ويَقبَل كلّ البشر بالتوبة. طَعمه هو الألذّ لجميع الّذين يقبلونه. هو وحده يكفي ليملأ كلّ الرغبات... كما أنّه يتكيّف بطريقة مختلفة لكلّ واحد، وفق ميول ورغبات وشهيّة كلّ واحد... كلّ واحد يتذوّق فيه طَعمًا مختلفًا... إذ ليس له الطعم ذاته للتائب وللتاجر، لِمَن يتقدّم ولِمَن يبلغ الهدف. ليس له الطعم ذاته في الحياة العمليّة وفي الحياة التأمليّة، ولا لِمن يستغلّ هذا العالم ومَن لا يستغلُّه، للعازب وللمتزوّج، للصائم الّذي يميّز بين الأيّام وللّذين يعتبرونها كلّها متشابهة (رو14: 5)... لهذا المَنّ طعم عذب لأنّه يحرّر من الهموم ويشفي الأمراض ويخفّف الصعاب ويساند الجهود ويثبّت الرجاء... الّذين تذوَّقوه "يجوعون أيضًا" (تث 24: 29)؛ والجائعون يشبعون.
#شربل سكران بالله