في يَوْمِ الأَحَد، جَاءَتْ مَرْيَمُ المَجْدَلِيَّةُ إِلى القَبْرِ بَاكِرًا، وكَانَ بَعْدُ ظَلام، فَرَأَتِ الحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ القَبْر.
فَأَسْرَعَتْ وجَاءَتْ إِلى سِمْعَانَ بُطْرُسَ والتِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وقَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا الرَّبَّ مِنَ القَبْر، ولا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوه».
فَخَرَجَ بُطْرُسُ والتِّلْمِيذُ الآخَرُ وأَتَيَا إِلى القَبْر.
وكَانَ الٱثْنَانِ يُسْرِعَانِ مَعًا، إِلاَّ أَنَّ التِّلْمِيذَ الآخَرَ سَبَقَ بُطْرُس، فَوَصَلَ إِلى القَبْرِ أَوَّلاً.
وَٱنْحَنَى فَرَأَى الرِّبَاطَاتِ مُلْقَاةً إِلى الأَرْض، ولكِنَّهُ لَمْ يَدْخُل.
ثُمَّ وَصَلَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، فَدَخَلَ القَبْرَ، وشَاهَدَ الرِّبَاطَاتِ مُلْقَاةً إِلى الأَرْض،
وَالمِنْديلَ الَّذي كَانَ عَلى رَأْسِ يَسُوعَ غَيْرَ مُلْقًى مَعَ الرِّبَاطَات، بَلْ مَطْوِيًّا وَحْدَهُ في مَوْضِعٍ آخَر.
حِينَئِذٍ دَخَلَ التِّلمِيذُ الآخَرُ الَّذي وَصَلَ إِلى القَبْرِ أَوَّلاً، ورَأَى فَآمَن؛
لأَنَّهُمَا لَمْ يَكُونَا بَعْدُ قَدْ فَهِمَا مَا جَاءَ في الكِتَاب، أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مَنْ بَيْنِ الأَمْوَات.
ثُمَّ عَادَ التِّلمِيذَانِ إِلى حَيْثُ يُقِيمَان.
عظات حول الإنجيل 25: 1-2 + 4-5
يجب قياس قوّة الحبّ الّذي اجتاح نفس هذه المرأة التي لم تبتعد عن قبر الربّ، حتّى عندما تركه التلاميذ. كانت تبحث عن الّذي لم تكن تجده، كانت تبكي وهي تبحث عنه، وإذ كانت مشتعلة بنار حبّها، كانت تشتعل أيضًا رغبةً بالذي كانت تعتقد أنّه أُخِذَ. لذلك كانت هي الوحيدة التي رأته، هي الّتي ظلّت لتبحث عنه، لأنّ فعاليّة العمل الصالح تكمن في الثبات، وقد قال مَن هو الحقيقة: "الَّذي يَثبُتُ إِلى النِّهاية فذاكَ الَّذي يَخلُص" (مت 10: 22)... فالانتظار يجعل الرغبات المقدّسة تكبر. إذا جعلها الانتظار تضمحلّ، هذا يعني أنّها لم تكن رغبات حقيقيّة. بحبّ كهذا اشتعل جميع الّذين استطاعوا بلوغ الحقيقة. لذلك يقول داود: " ظَمِئَت نَفْسي إِلى الله، إِلى الإِلهِ الحَيّ متى آتي وأَحضُرُ أَمامَ الله؟" (مز42[41]: 3). وتقول الكنيسة أيضًا في نشيد الإنشاد: "قَد أَسقَمَني الحب" (نش 2: 5). "لِماذا تَبْكينَ، أَيَّتُها المَرأَة، وعَمَّن تَبحَثين؟" تُسأل عن سبب ألمها، لكي تكبر رغبتها، ولكي، وهي تلفظ اسم مَن تبحث عنه، تجعل حبّها له أكثر اضطرامًا. "فقالَ لها يسوع: مَريَم!". بعد كلمة "امرأة" البسيطة، ها هو يناديها باسمها. كأنّه يقول لها: "اعرفي مَن يعرفُكِ. أنا لا أعرفك بشكل عامّ كالأخريات، بل أعرفك بصورة شخصيّة". عندما ناداها باسمها، عرفت مريم خالقها فنادته فورًا "رابوني"، أي "يا معلّم"، لأنّ الّذي كانت تبحث عنه ظاهريًّا، هو نفسه كان يعلّمها باطنيًّا أن تبحث عنه.
#شربل سكران بالله