قالَ الربُّ يَسوعُ: «كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ الأَرْضِ ولا تُؤْمِنُون، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِذَا كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ السَّمَاء؟
مَا مِنْ أَحَدٍ صَعِدَ إِلى السَّمَاء، إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء، أَي إِبْنُ الإِنْسَان.
وكَمَا رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة، كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ الإِنْسَان،
لِكَي تَكُونَ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ بِهِ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة.
عظة عن التّوبة
عندما خطئ الشعب في الصحراء (راجع عد 21: 5)، أمر موسى النبي بني إسرائيل بوضع ثعبان على صليب، وعنى بذلك قتل الخطيئة... كان لا بدّ من مشاهدة الثعبان، لأنّ بني إسرائيل عوقبوا بالثعابين. ولماذا الثعابين؟ لأنّهم انتهجوا مسيرة آبائنا الأوّلين. لقد خطئ آدم وحوّاء عندما أكلا الثمرة؛ وتذمّر بنو إسرائيل بشأن الطعام. أليست الشكوى من نقص الخضار قمّة التذمّر؟ فهذا ما ورد في المزمور: "وعادوا يَخطَأونَ إِلَيه ويَتَمرَّدونَ على العَلِيِّ في البَرية" (مز78[77]: 17). والحال هذه، في الجنّة أيضًا، كان الثعبان مصدر التذمّر. كان على بني إسرائيل أن يتعلّموا أيضًا أن ذاك الثعبان الذي قاد آدم إلى الموت، قادهم أيضًا نحو الهلاك. لذا، علّق موسى الثعبان على الخشبة حتى يعود بهم بهذا التشبيه إلى ذكرى الشجرة. وهؤلاء الذين أداروا نظرهم إليه خَلصوا، لا بفضل الثعبان، إنّما بفضل توبتهم. كانوا ينظرون إلى الثعبان ويتذكّرون خطيئتهم. شعروا بالندم لأنّهم لُسعوا، ومرّة أخرى خلصوا. توبتهم حوّلت الصحراء إلى مسكنٍ للربّ، وأصبح الشعب الخاطئ بواسطة التوبة جماعة كنسيّة، وبالرغم من الثعبان، عبدوا الصليب.
#شربل سكران بالله