قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ وأَبِي الكَرَّام.
كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَقْطَعُهُ، وكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَر.
أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ بِفَضْلِ الكَلِمَةِ الَّتِي كَلَّمْتُكُم بِهَا.
أُثْبُتُوا فِيَّ، وأَنَا فِيكُم. كَمَا أَنَّ الغُصْنَ لا يَقْدِرُ أَنْ يَحْمِلَ ثَمَرًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ، إِنْ لَمْ يَثْبُتْ في الكَرْمَة، كَذلِكَ أَنْتُم أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ.
أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ وأَنْتُمُ الأَغْصَان. مَنْ يَثْبُتُ فِيَّ وأَنَا فِيه، يَحْمِلُ ثَمَرًا كَثيرًا، لأَنَّكُم بِدُونِي لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا.
مَنْ لا يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ كَالغُصْنِ خَارِجًا ويَيْبَس. وتُجْمَعُ الأَغْصَانُ اليَابِسَة، وتُطْرَحُ في النَّارِ فَتَحْتَرِق.
إِنْ تَثْبُتُوا فِيَّ، وتَثْبُتْ أَقْوَالِي فِيكُم، تَطْلُبُوا مَا تَشَاؤُونَ فَيَكُونَ لَكُم.
بِهذَا يُمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَحْمِلُوا ثَمَرًا كَثيرًا، وتَصِيرُوا لي تَلاميذ.
الكرمة السريّة، الفصل 5: 4-5
يا يسوع الوديع، بأيّ حالٍ أراك! يا أيّها الكثير الوداعة والحبّ من حكم عليك بالموت؟ يا أيّها الشافي الوحيد لجراحنا القديمة من تراه قادك لتقاسي تلك الجراح الشديدة القساوة والمملوءة ذلاًّ وهوانًا؟ يا أيّتها الكرمة الوادعة، يا ربّي يسوع الرحوم، ها هي الثمرة التي أعطتك إيّاها كرمتك... لقد انتظرت بصبرٍ، حتّى يوم عُرس آلامك هذا، أن تثمر كرمتك عنبًا غير إنّها لم تعطِك غير "الحَسَك والشَّوك" (إش 5: 6). لقد كلّلتك بالأشواك وأحاطتك بأشواك خطاياها. كم أضحت هذه الكرمة، التي لم تعد كرمتك بل كرمة غريبة، كم أضحت مُرّة! لقد أنكرتك وهي تصيح: "لا مَلِكَ علَينا إِلاَّ قَيصَر!" (يو 19: 15). فبعد أن "أَلقَوْك في خارِجِ الكَرْم"، خارجِ مدينتك وميراثِك قتلك الكرّامون: لم يقتلوك بسرعة، لكن بعدما أذاقوك ألم الصليب الطويل وعذّبوك وجرحوك وأدموك بالسّياط والمسامير... ربّي يسوع...، لقد بذلت نفسك للموت كما سبق وأعلنت قائلاً: "ما مِن أَحَدٍ يَنتزِعُها مِنَّي بل إنّني أَبذِلُها بِرِضايَ" (يو10: 18)... يا له من تبادل رائع: الملك يبذل نفسه في سبيل العبد، الله في سبيل الإنسان، الخالق من أجل الخليقة والبريء يقدّم ذاته من أجل الأثمة...
#شربل سكران بالله