قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها.
فَمَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان.
وهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنين: بِٱسْمِي يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِين، ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة،
ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات، وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم، ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم عَلى المَرْضَى فَيَتَعَافَوْن».
وبَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ٱلرَّبُّ يَسُوع، رُفِعَ إِلى السَّمَاء، وجَلَسَ عَنْ يَمِينِ ٱلله.
أَمَّا هُم فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا في كُلِّ مَكَان، والرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُم وَيُؤَيِّدُ الكَلِمَةَ بِمَا يَصْحَبُها مِنَ الآيَات.
هبة الكلمة المتجسّد، الفصل الثالث عشر، رقم 29 (Le dialogue, trad. J. Hurtaud, éd. Téqui, 1976, p. 97-100)
[ سمعت القدّيسة كاترينا الله يقول لها:] عندما رجع ابنيَ الوحيد إليّ، بعد أربعين يومًا من القيامة، ارتفع هذا الجسر من الأرض، أي من مجتمع البشر، وصعد إلى السماء بحكمِ طبيعتي الإلهيّة ليجلسَ عن يميني، أنا، أبيه الأزليّ. هذا ما قاله الملاك يوم الصعود، للتلاميذ الّذين كانوا كالأموات لأنّ قلوبهم تركت الأرض لتتبعَ حكمة ابني إلى السماء: "ما لَكُم قائمينَ تَنظُرونَ إِلى السَّماء؟ فيسوعُ هذا الَّذي رُفِعَ عَنكُم إِلى السَّماء سيعودُ كما رَأَيتُموه ذاهبًا إِلى السَّماء" (أع 1: 11)... بادئ ذي بدء، صنعتُ لكم جسرًا مرئيًّا هو ابني، عندما أرسلته ليعيشَ بين البشر. ثم حين ارتفعَ هذا الجسر المرئيّ إلى السماء، بقيَ بينكم الجسر وطريق العقيدة المتّحدة على الدوام (...)، بعظمتي وبحكمة ابني وبرأفة الرُّوح القدس. فالعظمةُ تنقلُ فضيلة التصرّف لمَن يتبع هذا الطريق، والحكمة تعطيه النور لتعرِّفه على الحقيقة، والرُّوح القدس يمنحه الحبّ الّذي يُفني ويُتلف كلّ حبّ حسّي، حتّى لا يُبقي في النفس إلاّ حبّ الفضائل. هكذا، وعلى أيّة حال، بحضوره المرئيّ أو بعقيدته، هو الطريق والحقّ والحياة، وهذا الطريق هو الجسر الّذي يقود إلى أعالي السماء. هذا ما أرادَ أن يُسمِعَه حين قال: "خَرَجْتُ مِنْ لَدُنِ الآبِ(...) وَأَمْضِي إلى الآبِ. (...) ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَيْكُم" (راجع يو 16: 28 + 14: 28)، أي أنّ أبي أرسلني إليكم وجعلني جسركُم حتّى تتمكّنوا من عبور النهر والوصول إلى الحياة.
#شربل سكران بالله